التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز يهنئ المعارضة السورية
بعث “التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز” رسالة تهنئة للأستاذ هادي البحرة، رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، بمناسبة الانتصارات التي حققتها المعارضة السورية، خاصة تحرير حلب وحماة. وأكدوا على أن هذه الإنجازات تمثل خطوة مهمة نحو النصر النهائي ضد النظام السوري، الذي يسيطر عليه بشار الأسد ويعمل تحت النفوذ الإيراني. كما لفتوا إلى أن إسقاط النظام السوري سيقوي الاستقرار في المنطقة ويضر بمصالح إيران، التي تستغل سوريا كقاعدة لنشر الفوضى.
كما شددوا على معاناة الشعب الأحوازي جراء الاحتلال الإيراني منذ عام 1925، وتطرقوا إلى دورهم في مقاومة الاحتلال، مثل انتفاضة 15 أبريل 2005. وأكدوا على أن إسقاط النظام الإيراني هو الحل الأفضل للمنطقة، محذرين من دعم البدائل الإيرانية التي لا تختلف كثيراً عن النظام القائم. واختتموا الرسالة بتأكيد استعدادهم للتعاون مع المعارضة السورية لتحقيق الأهداف المشتركة.
وفي ما يلي النص الكامل لرسالة التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز:
الأستاذ هادي البحرة
رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
تحية طيبة وبعد،
يسرنا أن نتقدم إليكم بخالص التبريكات والتهاني بمناسبة الانتصارات الكبيرة التي حققتها المعارضة السورية البطلة على أرض الواقع، وتحرير مدينتي حلب وحماة من قبضة جيش النظام السوري. إن هذه الإنجازات تمثل خطوات جبارة نحو النصر النهائي، ونسأل الله أن يُكلّل جهودكم بالإطاحة بالنظام المجرم بشار الأسد وتحرير أرض الشام المباركة من دنس السيطرة والنفوذ الإيرانيين، أعداء الأمتين العربية والإسلامية.
لقد سمح النظام السوري لإيران بأن تجعل من عاصمة الأمويين، دمشق، منصة لتنفيذ مخططاتها التدميرية. إن تدخلات إيران في سوريا زادت من معاناة الشعب السوري الأبي، وجعلت من سوريا قاعدة عسكرية لنشر الإرهاب والفوضى، وتصدير الأزمات لدول المنطقة. كما قام النظام الإيراني بتغيير التركيبة السكانية في سوريا ونشر الإدمان والجريمة المنظمة، في مسعى للسيطرة على مقدرات الدولة السورية، وجعل بشار الأسد أداة طيعة بيدهم.
لقد أثبتت ثورة الشعب السوري منذ انطلاقها في عام 2011 رغم كل الصعوبات أن إرادة الشعوب لا تقهر، وهي اليوم قاب قوسين أو أدنى من تحقيق هدفها في تحرير سوريا من الطغيان وبناء مستقبل مشرق. إن المستفيد من سقوط النظام السوري وتحرير سوريا ليس فقط الشعب السوري الشقيق، بل كل شعوب المنطقة، خاصة الشعب اللبناني والفلسطيني والأحوازي، لأن نهاية نظام الأسد تعني تقويض نفوذ إيران في المنطقة، الذي لطالما كان أداة لزعزعة الأمن والاستقرار.
إن الشعب العربي الأحوازي يعاني الاحتلال الإيراني منذ عام 1925، حين أقدمت إيران على احتلال الأحواز وأمعنت في قمع شعبنا العربي وإذلاله، مكشفة عن كراهيتها العميقة لكل ما هو عربي. وقد واجه شعبنا هذا الاحتلال الغاشم بمقاومة بطولية، من خلال الانتفاضات المستمرة، وكانت إحداها انتفاضة الخامس عشر من نيسان 2005 التي خطط لها التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز إثر كشف الوثيقة السرية الصادرة عن مكتب الرئيس الإيراني آنذاك محمد خاتمي، والتي هدفت لتغيير التركيبة السكانية في الأحواز. وقد دفع التيار ثمن هذه المقاومة باغتيال رئيس مكتبه السياسي، الشهيد محمد شريف النواصري، إلا أن مسيرتنا النضالية مستمرة حتى استعادة حقوق شعبنا.
عدونا المشترك هو النظام الإيراني، وطالما بقي هذا النظام على قيد الحياة ستظل المنطقة مهددة بالفوضى والقمع. إن من أنجع الحلول وأكثرها فاعلية هو إسقاط هذا النظام المجرم الذي يضطهد كافة الشعوب غير الفارسية، والشعب الفارسي نفسه. ومع ذلك، فإن معاناة الشعب الأحوازي تتضاعف ليس فقط من النظام الإيراني، بل أيضاً من المعارضة الإيرانية العنصرية التي تحمل العقلية الفارسية المبنية على الكراهية للعرب والمسلمين.
لذا، فإننا نحث أشقاءنا المناضلين السوريين على الوعي بحساسية هذا الأمر، وعدم الوقوع في فخ الترويج للبدائل الإيرانية التي لا تختلف كثيراً عن النظام القائم. فخير بديل للنظام الإيراني هو دعم الشعوب غير الفارسية داخل الجغرافيا السياسية الإيرانية التي تناضل من أجل تقرير مصيرها واستعادة أوطانها.
نحن في التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز، الذي تأسس في عام 2002 في ظروف بالغة الحساسية، نعرب عن استعدادنا الكامل للتعاون والتنسيق مع أشقائنا في الائتلاف الوطني السوري. لدينا من أبناء شعبنا من يمتلك المعرفة والخبرة العميقة بالنظام الإيراني وبنيته، وهو ما يمكن أن يسهم بشكل فعال في تحقيق الأهداف المشتركة.
ختاماً، نبارك لكم مرة أخرى الانتصارات العظيمة التي يحققها الثوار على الأراضي السورية، ونتطلع إلى اللقاء بكم قريباً في دمشق الحبيبة المحررة بإذن الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز
السادس كانون الأول/ديسمبر 2024