لقد تلقينا نبأ وفات الحاج “محصر چیچان الغافلي“، اليوم الأربعاء الثالث والعشرين من مارس 2016.
كان الفقيد أحد الشخصيات الإجتماعية البارزة في الأحواز حيث كان يتمتع بروح وطنية عالية، وشجاعة في التعبير عن آرائه خاصة في المناسبات التي يحضرها مسؤولي وممثلي النظام الإيراني المحتل.
المرحوم الحاج محصر بالإضافة الى الاستفادة من مكانته الاجتماعية في اصلاح ذات البين وحلحلة المشاكل الإجتماعية بطرق سلمية، كان يستخدم هذه المكانة لنقل صوت اعتراض الجماهير الأحوازية الى السلطات، فكان الصوت المدوي في كل جلسة يحضرها مسؤول ايراني، ونظرا للشجاعة التي يمتلكها، كانت تتوجه اليه الأنظار عند الضرورة.
كان يتمتع الفقيد بروح وطنية منقطعة النظير وكان يتعاطف مع القضايا العربية بكل شغف وسرور وتحدي. على سبيل المثال في ثمانينات القرن الماضي وفترة الحرب الإيرانية – العراقية حيث الأجواء الأمنية المشددة والإعتقالات على كل من يبدي حباً وتعاطفاً مع العراق الشقيق، كان الفقيد الحاج محصر من ضمن القلة القليلة جداً التي كانت تتحدى آلة القمع الإيرانية. فكان يكسر أجواء الخوف الكامن على الشارع الأحوازي بإبداء حُبّه وتعاطفه مع العراق والجيش العراقي الباسل الذي كان يتصدى للعدوان الإيراني الغاشم المستهدِف للأمة العربية. فأصبح الحاج محصر تضرب به الأمثال في هذا المجال.
كان نموذجاً للإنسان المحب لوطنه المخلص لعروبته، وكل الأحوازيين يذكرون التحدي الذي قام به الفقيد عند ما حررت القوات العراقية “مدينة الفاو” من دنس القوات الإيرانية المعتدية، حيث قام الحاج محصّر بذبح عشرة خراف ليساهم مع الشعب العراقي في احتفالاته بهذا الإنتصار. واعتُقِل نتيجة لهذا التحدي، الذي سرعان ما ذاع صيته في مدينة الأحواز. ولو لا خشية النظام من حدوث ردود أفعال من قبل محبيه وأبناء عشيرته لحكم عليه بالسجن لعدة سنين. ولم تكن هذه المرة الأخيرة التي يتم القاء القبض عليه حيث باشرت قوات الأمن الإيرانية بإعتقاله عدة مرات على خلفية مواقفه الوطنية واعتراضاته على الظلم الجاري ضد أبناء شعبه في المناسبات المختلفة متى ما اقتضى الأمر.
بهذه المناسبة المؤلمة يتقدم التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز الى كافة أبناء شعبنا والى عائلة الفقيد الحاج محصر الغافلي بأحر التعازي القلبية ونسأل الله أن يسكن الفقيد أوسع جنانه وان يلهم أهله الصبر والسلوان . على أمل أن يحذو حذوه سائر الوجهاء ورؤساء القبائل العربية في قول كلمة الحق والدفاع عن حقوق أبناء شعبهم.