تناقلت شبكات التواصل الاجتماعي و تطبيقات الهواتف الذكية في الأيام الأخيرة صورة من رسالة كتبها مسؤول في الحرس الثوري الى وزير الاتصالات طالبه عبرها بحجب وتشديد الرقابة على شبكات التواصل الإجتماعي وتطبيقات الهواتف الذكية. جاء هذا الطلب حسب الرسالة بعد ما تناقلت هذه الوسائل نصوص ساخرة تستخف من خلالها ببعض الشخصيات الايرانية وعلى رأسهم “الخميني”. وأضاف المسؤول في دائرة مراقبة الفضاء الالكتروني في رسالته ان مستخدمي الانترنت قد تمادوا وتعدوا الحدود المشخصة لهم لا وبل تجاوزوا جميع الخطوط الحمراء المرسومة من قبل هذه الدائرة. لذلك يجب حجب الشبكات المذكورة للحيلولة دون استخدامهن من قبل الاشخاص المغرضين حسب تعبير الرسالة. وأضاف الكاتب أن دائرته سوف تقوم بمتابعة كل المجرمين وإحالتهم الى الجهات المختصة.
وانتشرت خلال الأسابيع الماضية صورا “مضحكة” للخميني بالاضافة الى نصوص ساخرة على المواقع التواصل الاجتماعية في الهواتف الجوالة كبرنامج “الفايبر”، وتدشين صفحات على موقع “الفيس بوك” ساخرة منه عنوانها “الصفات البارزة للخميني” جاء في أحدها “سُئل الخميني، قلت في البداية انك لا تريد أن تتصدر منصبا، فلماذا غيرت رأيك؟ أجاب الخميني لقد تحايلت عليكم وخدعتكم… الحيلة والخدعة من الصفات البارزه للخميني”.
تعتبر القوانين الايرانية الاهانة والاستخفاف بمسؤولي النظام من مصاديق الجرم التي تستوجب المتابعة والمعاقبة القضائية. وقد حكمت المحاكم الايرانية بأحكام على العديد من النشطاء في مجال الانترنت وكان من ضمنهم الحكم بالسجن لمدة ثلاث سنوات على صالح الطرفي وعادل السعدوني، اثنين من النشطاء الأحوازيين، بتهمة انشاء صفحات على شبكات التواصل الاجتماعي الفيسبوك ونشر صور كاريكاتير لخميني وخامنئي.
وفي هذا السياق قال “محمدعلي اسفناني” عضو “لجنة تحديد الحوادث الإجرامية” (شوراي تعيين مصاديق مجرمانه) أن الاهانة الى الرجل الاول في النظام، تعادل الاهانة الى النبي وأئمة الشيعة الإثني عشر.
ويعتقد بعض المراقبون أن نشر رسالة الحرس على نطاق واسع على شبكات التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهواتف الذكية، يعتبر سيناريو مدبّر من قبل النظام الايراني لتمهيد الطريق الى حجب تطبيقي “الفايبر” و “الواتس اب”. ويستند هؤلاء المراقبون في اعتقادهم هذا الى قدرة النظام الايراني على الوصول الى مصدر نشر الرسالة باستخدام التقنية التي زودته بها الصين.
يحجب النظام الايراني العديد من المواقع الالكترونية منها “اليوتيوب”، و”الفيس بوك”، و”التويتر”. لم ينشر النظام الايراني احصائية دقيقة عن عدد المواقع المحجوبة، لكن سبق وأعلن مستشار السلطة القضائية في نوفمبر 2008 عن حجب أكثر من خمسة ملائين موقع. ويضع النظام الايراني المواقع الاحوازية ومواقع الشعوب غيرالفارسية ضمن لائحة المواقع التي لا يتوانى في حجبها. وفي شهر مارس عام 2013،أصدرت منظمة مراسلون بلا حدود تقريراً بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة الرقابة على الإنترنت، اعتبرت فيه إيران، بالاضافة الى الصين وسوريا، ضمن قائمة أعداء الانترنت.