انت هنا : الرئيسية » اخبار » السلطات الإيرانية تشن حملة قمع ضد الباعة الجائلين في الأحواز

السلطات الإيرانية تشن حملة قمع ضد الباعة الجائلين في الأحواز

الأحواز – 6 مارس 2025

في استمرار لسياسات القمع ضد الشعب العربي الأحوازي، شنت السلطات الإيرانية حملة عنيفة ضد الباعة الجائلين وأصحاب البسطات في الأحواز يوم الخميس 6 مارس 2025. ويأتي هذا الاستهداف المنهجي للفقراء الأحوازيين ليزيد من معاناتهم، حيث يعتمد آلاف العائلات على البيع في الشوارع كمصدر وحيد للرزق وسط ارتفاع معدلات الفقر والبطالة في المنطقة.

الباعة الجائلون: ضحايا الفقر وسياسات القمع الحكومي

نظراً لانتشار البطالة والظروف الاقتصادية المتدهورة، اضطر العديد من الشباب الأحوازي، بمن فيهم خريجو الجامعات، إلى العمل كباعة متجولين لإعالة أسرهم. إلا أنهم بدلاً من الحصول على الدعم، يواجهون التحرش، القمع العنيف، وأحياناً حتى الاعتداءات المسلحة من قبل السلطات البلدية وقوات الأمن.

أفاد شهود عيان بأن قوات الأمن والبلدية استخدمت القوة المفرطة ضد الباعة، حيث صادرت بضائعهم، دمرت أكشاكهم، بل واستخدمت الأسلحة لترهيبهم. مثل هذه الممارسات العنيفة تتجاوز أي مبرر قانوني أو أخلاقي، مما يزيد من تدهور الوضع الإنساني المتردي في الأحواز.

ارتفاع معدلات الفقر والبطالة في الأحواز

تظل الأحواز واحدة من أفقر المناطق في إيران، رغم أنها غنية بالموارد النفطية والغازية. ووفقاً للإحصاءات الرسمية الإيرانية، فإن معدل البطالة في الأحواز يتجاوز 50%، مما يجعلها من أكثر المناطق تضرراً في البلاد. علاوة على ذلك، يعيش ملايين الأحوازيين تحت خط الفقر، مما يدفع الكثيرين إلى اللجوء لأعمال غير مستقرة مثل البيع في الشوارع لكسب لقمة العيش.

يُقدر أن أكثر من 2000 عائلة في مدينة الأحواز العاصمة تعتمد على البيع الجائل كمصدر رئيسي للدخل. ومع ذلك، بدلاً من توفير حلول اقتصادية أو فرص عمل، تواصل السلطات الإيرانية اضطهاد وتهميش الشعب العربي الأحوازي.

الأحواز: القلب الاقتصادي لإيران، لكن شعبها يعيش في الفقر

على الرغم من أن الأحواز توفر أكثر من 80% من عائدات النفط والغاز في إيران، إلا أن الشعب العربي الأحوازي لا يزال من بين الأفقر في البلاد. حيث يتم استخراج مليارات الدولارات سنوياً من النفط والغاز الطبيعي في الأحواز، ومع ذلك، يتم حرمان السكان الأصليين بشكل ممنهج من نصيبهم. تقوم الحكومة الإيرانية بتحويل هذه الموارد لتمويل مشاريع في المناطق الفارسية، ولدعم الميليشيات الإرهابية وأذرعها في دول الجوار، مما يترك الأحواز في حالة من الإهمال، والبنية التحتية المتدهورة، والخدمات العامة غير الكافية، وانتشار البطالة الجماعية.

السياسات التمييزية ضد العرب الأحوازيين

تعد الحملة ضد الباعة الجائلين جزءاً من نمط أوسع من السياسات التمييزية التي ينفذها مسؤولون غير أحوازيين يسيطرون على الإدارة المحلية في الأحواز. وكما هو الحال مع معظم المناصب الإدارية العليا، فإن رئيس بلدية الأحواز ليس من العرب الأحوازيين، وتحت قيادته، تُفرض سياسات قاسية وإقصائية ضد السكان العرب المحليين.

أدان النشطاء الأحوازيون ومنظمات حقوق الإنسان هذه الهجمات، مطالبين المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والأمم المتحدة بالتصدي للقمع المنهجي الذي يواجهه الشعب الأحوازي. وأكدوا أن السلطات الإيرانية يجب أن تُحاسب على ممارساتها العنيفة والتمييزية، التي تعمق من معاناة هذه الفئة المهمشة.

يُشار إلى أنه في مثل هذا اليوم قبل عشر سنوات، وتحديداً في 14 مارس 2015، شهدت الأحواز واحدة من أكثر الحوادث المأساوية التي تعكس حجم القمع الذي تمارسه السلطات الإيرانية. ففي ذلك اليوم، وبعد أن أقدمت السلطات الإيرانية في مدينة المحمرة على تدمير كشك المواطن يونس عساكرة، لم يجد الأخير وسيلة للتعبير عن غضبه واحتجاجه سوى إضرام النار في نفسه، في مشهد مروع هزّ الشارع الأحوازي.

عساكرة، الذي كان يكافح لكسب لقمة العيش عبر بيع البضائع في الشارع، أصيب بحروق خطيرة غطت جسده، وبعد عشرة أيام من المعاناة، فارق الحياة متأثراً بجراحه. هذا الحدث أشعل شرارة احتجاجات واسعة في مختلف المدن الأحوازية، حيث خرج الآلاف إلى الشوارع تنديداً بالظلم والتهميش الذي يتعرض له الشعب الأحوازي.

ووفقاٌ لتقرير صادر عن الأمين العام للأمم المتحدة آنذاك، بان كي مون، ردّت السلطات الإيرانية بحملة قمع عنيفة، حيث قامت باعتقال أكثر من 1000 شخص خلال مراسم تشييع جثمان يونس عساكرة، في محاولة لإخماد الغضب الشعبي وإسكات الأصوات المطالبة بالعدالة.

لا تزال ذكرى يونس عساكرة رمزاً للصمود في وجه القمع، وشاهداً على التمييز الممنهج الذي يعاني منه الأحوازيون في إيران.

دعوة للتحرك الدولي

تدعو المنظمات الحقوقية الأحوازية الهيئات الدولية والمنظمات الإنسانية والأمم المتحدة إلى:

  • الضغط على إيران لوقف قمعها للباعة الجائلين الأحوازيين.

  • محاسبة السلطات الإيرانية على تهميشها الاقتصادي وسياساتها التمييزية.

  • المطالبة ببرامج لتوفير فرص العمل والدعم الاقتصادي للعرب الأحوازيين.

لا تزال الأوضاع في الأحواز حرجة، وإذا لم يتم التدخل العاجل، فإن آلاف العائلات الأحوازية ستظل تعاني تحت وطأة هذه السياسات القمعية. يجب على المجتمع الدولي أن يتخذ موقفاً ضد هذه الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان، ودعم حقوق وكرامة الشعب العربي الأحوازي.

إعداد: المصدر الأحوازي

المقطع أدناه يعكس جانباً من هذا القمع الممنهج

كافة حقوق النشر محفوظة لموقع بادماز. ما ينشر في هذا الموقع لايعبر بالضرورة عن موقف التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز.

الصعود لأعلى