الحقوقية الأردنية شذى جريسات: المرجعيات الدينية الإيرانية تجمع الأموال لاستخدامها في دعم الميليشيات المسلحة
“الزكاة” شعيرة إسلامية تضمن التكافل الاجتماعي المحمود في عهود مختلفة كعهد الخليفة عمر بن عبدالعزيز الذي لم يجد في الشام من يستحق زكاة أموال أهل أفريقيا، فردت إليهم لصرفها على أعمال الخير والبر، وفي العصر الحديث استغلها النظام الثيوقراطي (أي الديني) في إيران تحت مسمى الخُمس لأجل منافعه الخاصة وكأداة من أدوات التمويل السخي بلا قيود ولا شروط.
لقد شغلت تلك القضية حيزا من فكر الكثير ممن يعانون من استبداد دولة الملالي، ومن بينهم الحقوقية الأردنية شذى جريسات، التي أكدت لـ”جورنال مصر” أن ضريبة الخُمس تبلغ نسبتها 20% (أي ثمانية أضعاف نسبة الزكاة) من أموال المنفق في العالم الشيعي بصورة عامة وفي إيران بعد سنة 1979 بصورة خاصة، علماً بأن الخُمس ذكر في القرآن الكريم مرة واحدة فقط في حالة الحرب فقط عند ذكر غنائم الحرب وحسب مصارف شرعية محددة، في حين أن النظام الإيراني وملاليه يستغلونها في حالة الحرب والسلم معاً، وهنا تكمن المشكلة.
وأضافت جريسات أن دافعي الخُمس من الشيعة العرب لاسيما بدول الخليج العربي، والتي تدفع حسب تحديث في المذهب الشيعي للمرجع الذي يتبعه المنفق، وعادةً ما يكون فارسي ويقيم في إيران، وحتى مراجع الشيعة في غير إيران كالعراق ولبنان غالباً ما يوجهون تلك الأموال لإيران مباشرة أو بصورة غير مباشرة، فتلك الأموال حولت مدينة صغيرة كمشهد الإيرانية والقريبة من الحدود الأفغانية من مدينة متواضعة الإمكانيات لقبلة للحج والإنفاق ببذخ في سياحة واجهتها دينية، ولكنها في حقيقة الأمر سياسية بالدرجة الأولى ثم سياحة جنسية بالدرجة الثانية تحت ستار زواج المتعة المباح ضمن إطار قانوني فضفاض في إيران فقط دون باقي الدول الإسلامية جمعاء، مما يجعله أشبه بجريمة الزنا تحت ستار شرعي، وذلك على حد سواء.
ولكن إذا كانت تلك الأموال تُنفق في المصارف الشرعية لها على ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل فلا حرج عليها، وان زادت نسبتها من أموال المُنفق وبرضاه، ولكن جاء استغلالها لكلمة للرسول في الآية القرآنية 41 من سورة الأنفال أسوأ استغلال فذهبت تلك الأموال لمراجع الدين الشيعة عوضاً عن رسول الإسلام، وبعيداً عن الجدل في تفسير الآية ولكن بالعودة للأموال التي تنفق هباء ولا يعود لها فائدة على منفقها ولا على أقرب المقربين له من ذوو القربى على سبيل المثال. نتساءل كيف ينفقها المرجع وكيف تصل له قبل كل شيء؟”
تساءلت شذى لتضعنا أمام معضلة جديدة أمام عمليات جمع الأموال باسم الدين مشيرة إلى أن وصول تلك الأموال يتم عن طريق جابي للأموال يعين من طرف المرجع بعنوان الوكيل، والوكيل لا يشترط فيه أن يكون فقيهاً بالدين، وإنما أهم ميزاته أنه على اتصال وعلاقة جيده بتجار المنطقة أو الدولة التي يتواجد بها ثم يعرف كيفية حساب تلك الأموال بطرق بدائية بسيطة، ولهذا السبب، يتصدى لهذا المنصب الكثيرون مما هم بعيدين كل البعد عن التقوى والورع كما يفترض في رجل الدين، بل أن كثير من أولئك الوكلاء تتضخم أموالهم بشكل ملفت للنظر وتظهر عليهم علامات الثراء الفاحش لاسيما في منطقة دول الخليج العربي الثرية.
وتابعت: “لكي أكون منصفة فيجب القول أن بعض تلك الأموال يستثمرها المراجع وأقاربهم ووكلائهم وحواشيهم لمصالحهم الشخصية أولا في شراء العقارات والسيارات والسفر والزيجات المتعددة وبالطبع أولها زواج المتعة المقنن، ثم تذهب باقي تلك الأموال للدولة الإيرانية بصورة مباشرة أو غير مباشرة، فكل استثمار داخل إيران من تلك الأموال هو مكسب للدولة التي زعمت أنها تحت الحصار لسنوات طويلة، في حين أن المساعدات المباشرة تأتيها أيضا من أولئك التجار العرب في دول الخليج العربي على وجه الخصوص وغيرها بكل احترام وتبجيل تحت مسمى الخُمس أو حتى الدعم”.
وذكرت شذى أنه “في بداية الثورة في إيران سنة 1979 كانت الأموال تتزاحم على الجمهورية الإسلامية في إيران من كل صوب وحدب سواء عن طريق وكلاء المراجع ومريديهم او حتى التجار مباشرة أو من سفراء إيران نفسها في دول الخليج العربي ممن يتلقون تلك الأموال في مقار سفاراتهم”.
وأشارت إلى أن أموال الخمس مثلت أحد أهم أسباب بقاء سلطة نظام الملالين مستمرة رغم نفقاتهم الباهظة في شن حرب عدوانية على العراق لثمان سنوات عجاف ثم تشكيل أحزاب أصولية طائفية تابعة لهم والإنفاق عليها وعلى قياداتها بصورة دائمة، وتأسيس أذرع عسكرية لهم كحزب الله في لبنان والسعودية وباقي دول الخليج العربي والحوثيين في اليمن والكثير من الأحزاب الطائفية في العراق.
وأكدت أن الخُمس مثل المصدر المالي الذي لم ينضب ليومنا هذا في مد السلطة القمعية الإرهابية في إيران بالسيولة المالية باستمرار، في حين كانت ولازالت دول الخليج العربي توفر كافة التسهيلات لتجارهم لمزاولة أعمالهم التجارية بكل سهولة ويسر دون تفرقة بين طائفة وأخرى ولم يعلموا بأن أبنائهم الشيعة يمدون أعداءهم في النظام الإيراني بالأموال الطائلة لمحاربتهم بها بدلاً من صرفها على فقراء بلادهم والمحتاجين لها أو في عمل مشروعات خير لمصلحة سائر الناس كما تفعل الجمعيات الخيرية في كل العالم.
وأوضحت أن الشيعة العرب لايزالون يهرولون خلف نظام إيران الإرهابي الذي خالف أبسط القواعد الدولية والدبلوماسية في مهاجمة وحرق سفارة وقنصلية السعودية لديه مؤخراً، فضلاً عن دعم إراقة الدماء في سوريا لخمس سنوات للآن بلا توقف والإنقلاب الحوثي على الشرعية في اليمن ليكون هناك موطئ قدم لإيران على مضيق باب المندب لمحاصرة المملكة العربية السعودية وتهديد مصر.
وناشدت جريسات الأمة العربية إلى تفعيل الوحدة مقابل العدوان الإيراني الأخطبوطي الذي يهدد المنطقة، مضيفة، بقولها: “حتى بلدي الأردن المسالم والبعيد عن إيران جغرافياً وطائفياً لم يسلم من إرهاب إيران وعملائها مما يؤكد بما لا يدع مجال للشك بأن المقصود الأمة العربية جمعاء وليس المملكة العربية السعودية وحدها أو مملكة البحرين وحدها.
وأضافت أن حل تلك المعضلة في رأيها يجب أن يكون في خطوات عملية مدروسة من خلال إيقاف أي أموال عربية تدعم النظام الإيراني المتغطرس سواء تحت مسميات الخُمس أو التجارة ضمن سياسة مالية واضحة في متابعة نقل الأموال وترصد تهريبها أولاً، وثانياً بدعم استقلال الأحواز وفصلها عن إيران لتبتعد عننا وعن مياه الخليج العربي، وإنقاذ العراق وسوريا ولبنان وانتشالهم من براثن الاحتلال الفارسي المباشر وغير المباشر”.