المعلم الشهيد
الشهيد هاشم العموري كان يدرس القضية الاحوازية عندما تعرف عليها منذ ايام الطفولة. كان جرس الاستراحة في المدرسة المتوسطة و الثانوية يعنى حصة جديدة تختلف عن المادات الدراسية التي ندرسها آنذاك. حصة منحصرة و فريدة من نوعها حول تاريخ الاحواز و شهدائه و بطولاتهم و حقانية قضيتنا.
كان الشعر الوطني و التوعوي الذي يحث على التحرك و المثابرة و المعرفة ويندد بالانجماد و الخمود، عنوان هذه الحصة وسبباً لتسليتنا و انتعاشنا بعد الحصص التعليمية المتعبة و المملة. كان هاشم يتردد دائماً على المكتبة في مدينة الخلفية و ان كانت الكتب فيها قليلة لايحسد عليها. المطالعة هوايته الاساسية لا تشغله الملاهي و طيش الشبيبة عنها. تعرف على الكثير من الشعراء العرب و الفرس من خلال القراءة و حَفَظَ الكثير من الأشعار و قراء على مسامعنا أشعاراً ثورية للشعراء الاحرار، باللغتين العربية و الفارسية حتى اصبح شاعراً ينشد هموم الوطن.
لقد كان شاعرنا بركاناً تفوح حممه والثورة تغلي في كيانه و حياته واتخذ معلمنا، تعليم الاخرين نهجاً لنشر معنى الحياة الحرة و الكريمة لزملائه من الطلبة، ويتمنى لكل منّا هذه الحياة في وطننا الجريح. كان في الخامسة عشر في عنفوان شبابه يحمل هموم الشعب بأكمله و يبحث عن بادرة أمل و شعلة تضئ درب الآخرين. كانت مادة شعره، الماساة اليومية والظلم والجور والاضطهاد والحرمان والفقر المدقق الذي كان حليفا لكل التلاميذ العرب وكانت اشعاره تحكي عن بلاء وويلات الاحتلال الفارسي على شعبنا. اشعاره مليئة بمضامين الشجاعة و البسالة و البطولة و الكبرياء و الروح الأبية التي تسموا بها شهداءنا القادات أمثال محيى و دهراب و حتة و حسين و حامد و عاشور و غيرهم من الشهداء.