أعادت الولايات المتحدة الامريكية تمثال النسر المجنح الاحوازي إلى ايران كبادرة لحسن النوايا وعربون صداقة مابين الاثنين بعد قطيعة في العلاقات الدبلوماسية استمرت لاكثر من 34 عام. ضبطت سلطات الجمارك الامريكية هذا التمثال عام 2003 من مهرّب إيراني اثناء محاولة دخوله الى الولايات المتحدة حيث يعود هذا التمثال إلى العيلاميين الذين استوطنوا ارض الاحواز قبل اكثر من سبعة الالاف عام أي بخمسة الاف عام قبل مجئ ووصول الفرس الى الواحات الإيرانية.
وجد السيد غيرشمن وهو مستشرق غربي تمثال النسر المجنح العيلامي اثناء بحثه عن الاثار العيلامية في مدينة السوس(الشوش) الاثرية التمثال الذي يحمل كأسان و مكتوب على ظهره بالخط المسماري العيلامي انه هدية من الملك “اونتاس كال” الى الالهة العيلامي “اينسوسيناك” وكان موجودا في المتحف العيلامي بمدينة السوس الاحوازية.
يطلق الفرس على النسر المجنح العيلامي اسم “شيردال” وهذه الكلمة هي كلمة مركبة من مفردتين الاولى “شير” بمعني الاسد في اللغة العربية و الثانية “دال” و بمعنى الزلف الطويل من الشعر أي ما يسمى بالفارسية “گیسو” في حين المعادل الصحيح لـ “النسر المجنح” باللغة الفارسية “عقاب بالدار” ومفردتي الاسد والزلف لا علاقة لهما بالنسر المجنح اطلاقا لكن الفرس و في اطار عملية التطهير الثقافي والقومي الذي يتعرّض له الشعب العربي الاحوازي منذ الاطاحة بالحكم العربي عام 1925 حتى الان وبغرض محو المعالم العربية استبدلوا النسر وهو طائر اسطوري مثله مثل الصقر ويرمز للقوة والسيادة عند العرب ومذكور في اساطير الكثير من الامم الشرقية بكلمة الاسد الذي يعتبر رمز السيادة الفارسية.
اكتفي بهذا القدر من شرح حكاية النسر العربي المسكين وتغيير هويته الى الاسد الفارسي باعتبار أن هذا التمثال ليس هو الوحيد الذي استبدلت هويته الى الفارسية في الاحواز.
ما اريد قوله في هذا المقال القصير هو أن هناك رسالة سياسية وراء اختيار النسر المجنح الاحوازي من قبل القيادة الامريكية و تقديمه عربون صداقة لايران وهي أن الامريكان أرادوا أن يقولوا للايرانيين أن هذه التحفة التاريخية والثمينة والتي تعود لغيركم نحن الامريكان نعيدها لكم مرة ثانية. فإذا الانجليز أهدوكم هذه التحفة مطلع القرن العشرين و لم تحافظوا عليها وفلتت من ايديكم عام 2003 ووصلت على مشارف البيت الابيض اليوم نحن الامريكان نمنحكم الفرصة الثانية ونعيدها لكم لتكون عربون صداقة امريكية ايرانية جديدة!.
صدق الشيخ مهدي طائب قائد ما يسمى “مقر عمار” الستراتيجي التابع للحرس الثوري الايراني حين قال: ان”سورية هي محافظة ايران الـ35 وهي محافظة ستراتيجية لنا وإذا ما أراد العدو الهجوم للاستيلاء على سورية أو خوزستان (الأحواز) فالأولوية بالنسبة لنا أن نحتفظ بسورية،لأنه اذا ما استطعنا أن نحتفظ بها فنستطيع استعادة الاحواز أيضا. ولكن إذا ما فقدنا سورية فلا نستطيع أن نحتفظ بطهران أيضا”.