بداية اريد ان اقول بان المجاهد الكبير آية الله الشيخ الخاقاني لم يذهب مع الوفد الثلاثيني حتى يترأسه من الناحية العملية، بل ان الوفد ذهب لوحده الى طهران ومعه ناطق رسمي فقط، ومن كان يتقدمه في المحادثات بصفته الناطق الرسمي هو القاضي الشيخ مهدي الخاقاني وهو أخو الشيخ محمد طاهر الخاقاني رحمهم الله، حيث انه كان هو المخوّل من قبل اخيه وبالتوافق مع اعضاء الوفد، لأنه لم يتم اختيار رئيس بمعنى الرئيس لهذا الوفد.
وأما ما كتبته حول ترأس الشيخ الخاقاني للوفد في الحلقة الماضية هو اني كنت أقصد ترأسه للوفد معنويا من ناحية الزعامة الروحية للشعب الاحوازي لأنه هو من كان يقف وراء تشكيله بناءً على مطلب شعبي استجاب له رحمة الله عليه بعد عدة مظاهرات طالبت الخاقاني بالتحرك على الحكومة لحصول العرب على مطاليبهم طبقا للوعود التي وعد بها الخميني الشيخ الخاقاني مسبقا.
وأيضا طالبته الجماهير بالتحرك على الحكومة لوقف التحركات الاستفزازية التي كان يقوم بها أعضاء المؤسسات الفارسية مثل لجان ما تسمى باللجنة الثورية الاسلامية والتي تطورت فيما بعد وسميت لجان الحرس الثوري، وكذلك المركز الثقافي – العسكري المدعوم من الحكومة المحلية، هاتين المؤسستين المدعومتين من قبل الحكومة المحلية تشكلتا بالتزامن مع تشكيل المؤسسات السياسية والثقافية العربية في المحمرة بعد سقوط الشاه، حيث قامت هذه المؤسسات المدعومة من قبل السلطات المحلية بمضايقة العرب ومن ثم العمل على عدم إعطائهم الفرصة للمطالبة بحقوقهم الشرعية من خلال تشكيلاتهم السياسية والثقافية حديثة الولادة، وبما ان الشيخ الخاقاني هو زعيم روحي وللسياسة أهلها فقد أوكل هذه المهمة اي مهمة المطالبة بالحقوق من الحكومة رسميا على عاتق هذا الوفد، هذا ما كنت اقصده بترؤس الشيخ الخاقاني للوفد الثلاثيني أي ترؤس اعتباري وليس عملي.
اما عن الأسماء التي ذكرتها في تلك الحلقة وهي ثمانية وعشرون اسما فستة وعشرون منها تم نقلها من كتاب مذكراتي أو الحصاد المر للمؤلف الاحوازي الاستاذ جابر السيد احمد والذي هو أيضا كان عضوا في هذا الوفد، واضفت عليها إسمين فقط وهما السيد عبد الصاحب الموسوي ابو عادل والمرحوم ناجي مزعل الشرهاني، ولكن وبحمد الله تمكنّا من التعرف على الاسم التاسع والعشرون من اعضاء الوفد وهو السيد ( شاكر شكّوري ) والذي كان على رأس مؤسسي حركة المجاهدين العرب، حيث تم تشكيلها بعد تاسيس المنظمة السياسية والتي كانت تعد احد روافد المنظمة السياسية آنذاك والتي اندمجت فيما بعد في اطار الجبهة العربية لتحرير الاحواز.
ومثلما وعدناكم على اننا سوف نبذل قصارى جهدنا من اجل الحصول على اي شئ من الوفد اسماءً أو صوراً أو اي وثيقة اخرى كي نخبركم بذلك ، أواذا كان هناك خطأ سوف ننبّه عنه ونقوم بتصحيحه ها نحن حصلنا على الإسم الصحيح من الأسماء التي نقلتها من كتاب الحصاد المر او مذكراتي للمؤلف جابر السيد احمد وعددها ستة وعشرون اسما وهو المهندس السيد عبد الرزاق المعين.
فبعد ان نشرت قائمة الاسماء في الحلقة الماضية اتصل بي المناضل الاحوازي الأخ محمود حسين بشاري ( ابو هبة ) والذي زودني مشكورا بعدة صور نادرة تخص هذا الوفد سيتم نشرها تباعا ولأول مرة،
وأكد لي بأن المهندس سيد عبد الرزاق ليس لقبه المعين كما نشرتم بل ان اسمه الكامل والصحيح هو ( المهندس سيد عبد الرزاق السيد صالح المحمدي ) وهو رجل من اهالي جزيرة الحاج حسين الصلبوخ المعروفة بإسم ( جزيرة صلبوخ ) والتي أبدلت حكومة بهلوي اسمها الى ( جزيرة مينو!! ) وكان يعمل مهندسا في شركة البيتروكيمياويات في مدينة معشور.
هنا لابد لي من ان اذكر بانه هناك إسمين ولقبين متشابهين لعضوين كانا من ضمن الوفد وهذين الاسمين هما ( سيد عبد الصاحب الموسوي )… يعني هناك سيد عبد الصاحب الموسوي وهو رجل دين وهو من أهالي الدورك اي مدينة الفلاحية، وهناك سيد عبد الصاحب الموسوي هو رجل مدني وكانت له صلة قرابة مع الشيخ محمد طاهر الخاقاني و كان معروفا بلقب أبو عادل سجن فيما بعد لمدة سبع سنوات من قبل السلطات الايرانية وتوفي بعد خروجه بعدة سنوات رحمه الله، وكان هذا الشخص هو بمثابة المعتمد والمنسّق الخاص بين الخاقاني والتشكيلات العربية التي تم تاسيسها في المحمرة وغيرها من المدن، وان الاخ الاستاذ جابر السيد احمد ذكر من ضمن الاسماء اسم سيد عبد الصاحب الموسوي – رجل دين ويقصد به هو سيد عبد الصاحب الدوركي وانا وضّحت ذلك من اجل عدم خلط الاسماء ليس الا.
إذن وبعد أن حصلنا على معلومات واسماء وصور جديدة تخص الوفد وحصلنا على الاسم الصحيح لأحد اعضاء الوفد مع صورته نقوم باعداة نشر أسماء الوفد الثلاثيني من جديد مع التصحيح واضافة الإسم الجديد:
1 – فالح الساعدي – سجين سياسي
2 – سعيد جاسم الطائي – ناشط سياسي
3 – فاخر مجيد الزرگاني – ناشط سياسي – سوف نتحدث عنه اكثر في الحلقات القادمة ان شاء الله
4 – مهدي آل شبير الخاقاني – قاضي، وهو اخو المرحوم الشيخ محمد طاهر الخاقاني وتم اختياره متحدثا رسميا باسم الوفد.
5 – سيد شعاع النزاري – رجل دين
6 – منصور مناحي حمود البريهي ( ابو عواد ) – ناشط سياسي كان احد قادة الحركة الجماهيرية العربية لتحرير الاحواز آنذاك وثاني أمين عام للجبهة العربية لتحرير الاحواز فيما بعد.
7 – يوسف عزيزي بني طرف – ناشط سياسي وصحفي ومؤلف كتب احوازي
8 – شيخ طهران آل علي الفرحاني – وطني احوازي ومن مؤسسي المنظمة السياسية للشعب العربي الاحوازي ومن الشيوخ السياسيين المعروفين في تلك الفترة
9 – الحاج سلسبيل الفيصلي – من الوطنيين والناشطين السياسيين والشعراء الاحوازيين وايضا من مؤسسي المنظمة السياسية للشعب العربي الاحوازي
10 – عبد الوهاب الخانجي – سجين وناشط سياسي وأحد القادة المؤسسين للمركز الثقافي العربي في المحمرة
11 – سيد جابر السيد احمد – من اعضاء الجبهة الشعبية لتحرير الاحواز او عربستان في حقبة السبعينات وناشط سياسي ومؤلف كتب احوازي
12 – عبد اللطيف عبد الحسن الكعبي – من وجهاء العشائر البارزين واحد اعضاء المنظمة السياسية للشعب العربي الاحوازي
13 – الحاج جبار الطائي – محامي
14 – سيد عبد الصاحب الموسوي ( ابو عادل ) – من الوجوه المعروفة والمنسق بين الشيخ الخاقاني والمؤسسات السياسية والثقافية العربية في الاحواز وكان يعتبر معتمده الشخصي في الامور السياسية
15 – محمد حسن الكعبي المعروف بإسمه الحركي مكي الكعبي ( ابو كريم ) – رجل دين وكان احد قادة الحركة الجماهيرية العربية لتحرير الاحواز وكان يسكن مدينة الكاظمية في بغداد
16 – ناجي مزعل الشرهاني – استاذ مدرس في المدارس ومن المثقفين واحد مؤسسي المنظمة السياسية للشعب العربي الاحوازي
17 – نبي القيم – مؤلف كتب ومثقف احوازي معروف
18 – قاسم حمادي – استاذ مدرس في المدارس
19 – السيد كاظم آلبو شوكة – سجين سياسي قديم
20 – عباس سعودي – من مؤسسي المنظمة السياسية للشعب العربي الاحوازي وناشط سياسي
21 – محمد حسين الزبيدي – من مؤسسي المنظمة السياسية للشعب العربي الاحوازي واحد الشيوخ في المحمرة وكان مسؤولا عن اللجنة الامنية في المنظمة
22– حسين الرابحي – من مؤسسي المنظمة السياسية واحد شيوخ العشائر في المحمرة
23 – سيد عبد الصاحب الدوركي – رجل دين وكان مسؤلا عن قراءة كلمة الخاقاني في لقاءات الوفد في قم وطهران
24 – علي الواثقي – محامي
25 – عبد المهدي الصياحي – ناشط سياسي وفدائي
26 – مجيد النيسي – ناشط سياسي
27 – يونس الاسدي – ناشط سياسي
28 – المهندس سيد عبد الرزاق السيد صالح المحمدي – ناشط سياسي… للتوضيح نؤكد بانه جاء في كتاب الحصاد المر او مذكراتي للأستاذ جابر السيداحمد بالخطأ باسم – المهندس سيد عبدالرزاق المعين
29 – شاكر شكوري – ناشط سياسي وعلى رأس مؤسسي حركة المجاهدين العرب في الأحواز
صحيح ان كتابة المذكرات يجب ان تعتمد على ذاكرة الشخص نفسه ولكن هذا لا يعني بانه لا يمكنه الاستفادة من مصادر اخرى فيها احداث يجب ان يذكرها فيما يكتب للتوثيق اكثر فاكثر هو قد نسيها وفقدتها ذاكرته وهناك من وثقها، ولكن عليه ان يصون الامانة التاريخية ويكتب المصدر، وانا عندما ذكرت اسم الاخ جابر السيد احمد هنا وفي الحلقة الماضية لأنني نقلت منه بعض الأشياء اولا و له الفضل بالتوثيق لهذه الأحداث ثانيا، ولا بأس ان يستفيد منها من يريد ان يكتب موضوعا حولها ليعزز ما يكتبه بأشياء موثقة، وهذا المؤلف الاحوازي وثّق موضوع الوفد بشكل مفصل سواءً من ناحية الأسماء أو من ناحية المواد أي المطاليب المشروعة للشعب الاحوازي والتي كان عددها اثنى عشر مادة، ناهيك عن انه لديه عدة مؤلفات مهمة وثّقت كثير من الاحداث الاحوازية لنا وللأجيال القادمة.
واما موضوع الصورة التي يظهر فيها الشيخ محمد طاهر الخاقاني ونجله الشيخ محمد كاظم وهم في القطار وكنت قد كتبت تحتها: الصورة هي في القطار الذي اقل الشيخ ونجله والوفد العربي الاحوازي الى قم فأود أن اوضح ما يلي:
كما ذكرت اعلاه فان الشيخ الخاقاني رحمه الله لم يذهب مع الوفد الثلاثيني الى طهران ولم يشترك في المحادثات معه، لكن وقع التباس وخطأ حول هذه الصورة التي اخذتها من موقع الشيخ محمد كاظم الخاقاني، وان ما مكتوب تحت الصورة هنا هو نفسه ما موجود في الموقع الرسمي للأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني.
واما الذي كتبته انا في الحلقة الماضية وهو: هذه صورة للشيخ محمد طاهر الخاقاني مع نجله الشيخ محمد كاظم داخل القطار الذي أقل الوفد الثلاثيني العربي مدينة المحمرة الى قم وطهران عام 1979 فكتبته بالخطأ وتم الخلط بين الوفد الأولي اي الوفد الجماهيري والوفد الثاني وهو الوفد الثلاثيني، واعتذر بعد ان نوّهت عنه، والصحيح هو ان هذه الصورة التقطت في القطار الذي اقل وفدا جماهيريا احوازيا عربيا كبيرا جدا برفقة الشيخ محمد طاهر الخاقاني بعد سقوط الشاه ومجيء النظام الجديد من مدينة المحمرة الى مدينة قم من اجل اجتماع الشيخ الخاقاني بالخميني وببقية المراجع هناك، وذلك لطرح مطاليب مشروعة تخص حقوق القوميات غير الفارسية وعلى رأسها حقوق الشعب العربي الاحوازي، وكذلك لبيان اعتراض الشيخ الخاقاني على ما تجري من اعتقالات واعدامات عشوائية وغير قانونية وخلافا للشريعة الاسلامية على يد محاكم ما تسمى بالمحاكم الثورية الاسلامية، لأن المسؤولين عليها خاصة أولئك الذين يسمون انفسهم بحكام الشرع مثل المجرم صادق خلخالي فهم غير مؤهلين للقيام بمثل هذه الأمور، وانهم يرتكبون جرائم لا يرضى بها الاسلام ولا القوانين الدولية، لانهم يعدمون الناس – على حد زعمهم المتهمين وفي الحقيقة اكثرهم ابرياء – من منطلق الحقد والانتقام وليس من منطلق العدالة الاسلامية، وان محاكمة المتهم لم تتعدى بضع دقائق او أكثر من ساعة بقليل، ومن ثم يساق المتهم الى الاعدام مباشرة بعد ان حرموه من اللقاء باهله وتوديعهم له وتوديعه لهم، وأيضا بعد أن حرموه من التمتع بحقه في تعيين محامي له كي يدافع عنه.
ان من الذين كانوا من ضمن هذا الوفد اي الوفد الجماهيري الكبير وليس الوفد الثلاثيني ممن هم في المهجر وممن انا اعرفهم على الاقل إضافة الى الأستاذ الشيخ محمد كاظم الخاقاني نجل آية الله المجاهد الشهيد الشيخ محمد طاهر الخاقاني هناك اثنين ممن كانوا مشاركين في رحلة الوفد مع الشيخ وهم الأخوة ( هادي المطيري المعروف بأبو محمد الأحوازي ) و ( غازي الحاج صالح المعروف بابو محمد المحمراوي ) والذين حدثوني عن هذه الرحلة وعن لقاءات الشيخ مع الخميني وبقية المراجع في مدينة قم والتي ساوافيكم بها في الحلقة القادمة ان شاء الله.
ولكن بما ان الشيخ الخاقاني رحمه الله قد اكتشف خلال سفره والوفد العربي الاحوازي المرافق له لمدينة قم بعد لقائه بالخميني بان هذا الشخص هو رجل سياسة وليس رجل دين لا بأس به ان انقل اليكم من كتاب الحصاد المر أو مذكراتي للمؤلف جابر السيد احمد نصّا يدل على ذكاء الشيخ الخاقاني ودرايته بالأمور ومعرفته باساليب الفرس من سياسيين ورجال دين، وذلك في احدى وصاياه لأعضاء الوفد الثلاثيني قبل سفره الى طهران وقم، وانقله كما جاء في الكتاب كي انهي به هذه الحلقة وهو النص التالي:
” بعد ذلك توجه الوفد من طهران الى قم وذلك من اجل لقاء الامام الخميني، وهنا لابد لي من ان اشير الى مسألة في غاية الأهمية وهي ان الشيخ محمد طاهر آل شبير الخاقاني أوصى الوفد ان لا يلتقي بالخميني اولاً، لانه اذا رفض مطالبه – اي مطالب الوفد – لن يقبلها احد، وعليكم اولا طرح هذه المطالب على الحكومة المؤقتة، فإذا قبلت تشكّروا من الخميني وإذا رفضت إعرضوا عليه شكواكم “.