بيان التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز بمناسبة الیوم العالمي للمرأة
تحية لك يا من أثقلنا كاهلك ونسيناك..
تحية لك يامن تحتملين كل حماقاتنا بقلب من الماس لا يعرف إلا التسامح ونكران الذات..
تحية اليك يا من رفعتي ضيم الزمن وضيمنا على كاهلك ولم تشتكين ولم تتذمرين..
تحية لك يا رهينة المحبسين الجهل والتخلف..
تحية لك يا امي ويا اختي ويا حبيبتي ويا صديقتي ويا جارتي ويا قريبتي..
تحية اليك ايتها المرأة العربية الاحوازية .. ايتها الأصيلة!
نحن نعرف ان ما تتعرضين له كعنصر في الاسرة العربية الاحوازية هو ذاته بل أشد مما يتعرض له الرجل العربي الاحوازي لأنك عربية اولاً ولأنك انثى في مجتمع شرقي مستبد ثانياً ونحن نعرف انه قد مورست بحقك كافة اشكال التمييز وانواعه في كافة مجالات الحياة الاجتماعية والمعيشية والإنسانية.
فمازلت في احياء الفقر والحرمان تعيشين قهرك المضاعف وهامشيتك حيث في أحسن الأحوال أجبرتي على الدراسة بغير لغتك العربية الأم هذا أن حظيتي بدخول المدرسة، كما تعانين ربما اكثر من الجميع من الوضع المعاشي المعقد والمزري بسبب ارتفاع نسبة البطالة لديك ولدى زوجك وأخيك وأبيك وإبنك من الاحوازيين المساكين وتعانين بصمت من تدني المستوى الثقافي لديك ولدى أخواتك الأحوازيات بسبب الفقر والإهمال والتهميش والضغط الخانق للعادات والتقاليد البالية من جهة والإحتلال الايراني البغيض من جهة اخرى مما جعلك مغيبة عن ابسط حقوقك الانسانية وأولها وأبسطها الإحترام في التعامل معك في الاسرة والمجتمع، كما تعانين من عدم معرفتك بحقوقك اصلاً وقبولك بواقع الحياة المأساوي على أنه نتيجة حتمية للحياة في مجتمع الفقر والظلم والتهميش وذلك نتيجة انسداد الأفق أمام رياح التغيير والعبث بالإصالة التي كانت تتميز بها مجتمعاتنا العربية التي ننتمي اليها بالدم وبالفعل قبل ان تمسها يد الإحتلال والتآمر والتغييب.
قائمة معاناتك يا اختي ويا امي ويا حبيبتي ويا زوحتي ويا صديقتي ويا جارتي تطول وتطول..
حتى الرجل الذي يفترض به ان يكون عضدك في الحياة لم يرحمك فأفرغ القهر الذي مارسته عليه الظروف والحياة عليك، على نصفه الطيب والمستكين..
بالطبع معاناتك هذه لاتقتصر على الزوج والأب والأخ فقط بل يساهم بها اولأد الاعمام وافراد القبيلة ككل.
في هذه الايام ونحن في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، القبيلة مازلت تعكر حياتك وتزيد من معاناتك. في الكثير من القرى والمدن الاحوازية مازلتي تحرمين من قبل ولي أمرك من متابعة الدراسة بذرائع واهية كبعد المدرسة أو الجامعة من البيت او بداعي تكوين علاقات اجتماعية حرة بعيداً عن وصائية القبيلة على قلبك ومشاعرك وحياتك المستقبلية..
و مازالت حياتك الإنسانية مستباحة ورهن بغضب القبيلة من أي تصرف حر قد تقومين به او لا تقومين انما يجر السكين على العنق لمجرد الاشتباه بداعي الحفاظ على الشرف الرفيع او يتم اجبارك على حرق نفسك درءاً للعار المزعوم!
في هذا العصر الحديث هنالك مئات الفتيات الاحوازيات اللواتي يتم حجزهن في البيوت بحيث يتم قطع علاقتهن مع المجتمع بشكل شبه تام. كما هنالك فتيات هربن الى المجهول بحثاً عن حياة تليق بهن وذلك نتيجة شدة الضغوطات الممارسة عليهن ولكن تركن يواجهن مصيرهن المظلم دون ناصراً و معين!
قد يكون ذلك نتيجة العادات والتقاليد البالية ونتيجة الفقر والتهميش وانسداد الافق الثقافي والمعرفي الا أنه وبالدرجة الاولى نتيجة سياسات دولة الإحتلال وهيمنتها المطلقة على كافة زوايا حياة المواطن وخصوصا الجانب الاجتماعي من الحياة للمجتمع الاحوازي.
جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى؛”ان الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ” لذلك نعتبر ان عدم تقبل المسؤولية عن جزء بسيط من معاناة المرأة من قبل الرجل الاحوازي سوف يجعلنا نراوح في مكاننا و لايحدث أي تطور نحو الافضل في مجتمعنا.
من هذا المنظار ونتيجة لإطالة أمد الصراع التحرري الاحوازي مع النظام الايراني البغيض ليس من المعقول ان نهمل المجتمع الاحوازي ومطالب المرأة والطفل وأن ننتظر التحرير من ثم سيتم البث في حقوقك ومطالبك الانسانية المحقة والعادلة.
لابد من الاعتراف مبدئيا بأننا لايمكن أن نستمر بصراع مع نظام بائس ودولة مارقة تمتلك كافة مؤهلات الصراع وتتسلح بالحداثة كأحد اهم العناصر للهوية (الفارسية – الايرانية) من اجل ضرب هوية الشعوب غيرالفارسية في ايران، كما أن مجتمعنا يعاني من مشاكل قبلية فات عليها الزمن وأصبحت جزء من الماضي حتى في البلدان العربية ذات التركيبة القبلية.
وبمرور السنين والتطورالمتواصل للمجتمع سوف يقلل من فرص نجاح الهوية العربية للتفاعل مع متطلبات المجتمع العربي الاحوازي في الوقت الذي تتفاعل الهوية الفارسية الايرانية مع كافة مستجدات الحداثة وتعرض نفسها كبديل للشعوب غيرالفارسية لتحتذي بها. كما ان انقسام الناشطين الاحوازيين في داخل الوطن الى سياسي ومدني هو خير دليل علي اقتناع فتيات وشباب مجتمعنا بضرورة متابعة السير والتطور الطبيعي لمجتمعنا ومواكبة تطورات الثقافة العصرية.
الناشطين السياسيين المهتمين بألصراع مع النظام الايراني يجب أن يعوا أهمية التناسق والتناغم بين مشاريعهم السياسية والشق الثاني من الصراع مع النظام الايراني، في هذا المضمار أي مشروع سياسي لايأخذ تطلعات المجتمع العربي الاحوازي الثقافية بعين الاعتبار ستكون فرص نجاحه محدودة للغاية.
على هذا الاساس نحن في “التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز” نرى أن الصراع الحقيقي مع النظام المركزي الايراني يبتني على شقين.
الشق الاول هو الصراع السياسي مع النظام والشق الأخر هو تطوير الذات وضمان استمرارية الحراك الثقافي في المجتمع الاحوازي من اجل بث الوعي و البلوغ بالإنسان الاحوازي الى مدارج راقية من سلم حقوق الانسان. مع العلم ان الشق الثاني لايقل اهمية عن الشق الاول حيث من الصعب جدا استمرار الصراع مع النظام دون أخذ الشق الثاني بعين الاعتبار.
نحن في التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز كأحد فصائل الحراك السياسي الاحوازي ومنذ تأسيس حزبنا في الداخل رفعنا راية الدفاع عن حقوق الإنسان العربي في وطننا السليب. جاء تأكيد ألاعضاء المؤسسين للتيار الوطني كألقيادي الفقيد محمد شريف النواصري على مواثيق حقوق الانسان الدولية جعل هذه المواثيق كأساس قد بنينا عليها كمية كبيرة من عملنا السياسي. في هذا الاطار تم التأكيد على حقوق المرأة والطفل بشكل اساسي وتم الاتفاق عليها في المؤتمر التأسيسي للتيار الوطني.
كما أننا و في هذا اليوم العالمي للدفاع عن حقوق المرأة نتعهد ان نكون أوفياء ومجاهدون للدفاع عن حقوق المرأة العربية الاحوازية عبر اهتمامنا بالشأن الثقافي لمجتمعنا بشكل عام وقضايا المرأة بشكل خاص. في هذا الاطار نعلن استعدادنا الكامل للتنسيق مع النشطاء المدنين الاحوازيين اينما كانوا ونعدهم بأننا سنكون جسرهم للتواصل مع منظمات حقوق الانسان الدولية من اجل التخفيف من الأعباء الواقعة على كاهل المرأة العربية. كما في نفس الوقت الذي نحاول طرح قضايا المرأة سوف نكون حريصين ان لا نعمل أي تعتيم على الصوت النسائي العربي الاحوازي وأن لانتكلم بالنيابة عن المرأة وأن لانضع حد او حدود لحقوق اللواتي ممن اسئنا لهن نحن الرجال اكثر مما اساء لهن الزمن.
ان عدم وجود النساء في الساحة السياسية والمدنية الاحوازية يجعلنا ان نشجع المرأة الاحوازية على الحضور اكثر فاعلية. كما نطلب من النساء الاحوازيات ان يطرحن قضايا ومعانات المراة بأنفسهن وأن يناقشن كل صغيرة وكبيرة بأنفسهن. ففي ظل هذا النقص في عدد النساء الأحوازيات المتواجدات في الساحة من اجل الدفاع عن حقوق المرأة، نحن نعتبر انفسنا مسؤولون عن أي معاناة تتعرض لها المرأة وسنسعى لرفع المعاناة عنها حتى التحاق النساء الناشطات بنا لكي يتم التنسيق معاهن ليس في مجال حقوق المرأة فحسب وإنما في كافة مناحي العمل السياسي النضالي والميداني والإعلامي والحقوقي والخ..
أرفعي عينك يا أمي!
أرفعي هامتك يا بنتي!
أرفعي رأسك يا اختي!
أرفعي صوتك يا حبيبتي!
قد انتهى! أنتهى زمن العبودية!
لا ثمن لي دونك ولامستقبل لي دونك أنتي!
ومعاً لبناء وطن حر كريم بلا قهر ولا إحتلال ولا إستعباد
التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز
الـ 8 من مارس 2013
* الصورة الملحقة هي احدى الصور الفنية للفنان الاحوازي محمدرضا الفرطوسي.