بيان التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز بمناسبة ذكرى شهر نيسان 2019 والفيضانات في الأحواز
يا أبناء شعبنا المقاوم
تحية اجلال واكرام لكم من أبنائكم في التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز. تحية لكم يا من سطرتم أسمى أيات التحدي والصمود، بتلاحمكم وتآزركم ومقاومتكم الباسلة.
يا أبناء شعبنا البطل،
نعيش هذه الأيام شهر نيسان بما فيه من ذكريات مرة كيوم النكبة والاحتلال في العشرين من هذا الشهر من عام 1925 وذكرى انتفاضتكم المجيدة في الخامس عشر من نيسان 2005 التي أثلجت صدورنا وأعادت الأمل من جديد الى قلوب شعبنا ولفتت أنظار العالم الى قضيتنا العادلة. في هذه الأيام التي كان يستعد شعبنا لإحياء المناسبات النيسانية اجتاحت السيول المفتعلة العديد من مدننا وقرانا ودمرت الممتلكات وجرفت المزارع والأحشام.
وليس من العجيب أن يحدث هذا لشعبنا في شهر نيسان حيث كان هذا الشهر منطلقاً لكثير من الأحداث في تاريخنا القديم والحديث، وصار شهر نيسان جزءاً من الذاكرة السياسية لشعبنا المناضل ليصبح موعداً للمناسبات الوطنية وموسماً لتسجيل البطولات والتحديات في سبيل المطالبة بحقوقه المسلوبة.
وبات النظام الإيراني يخشى شهر نيسان ويَعدّ له العدة ليُفسد حسب زعمه ثورتكم واحتفالاتكم بهذا الشهر، ولكن كل مرة كنتم أنتم المنتصر إذ كنتم تفاجئونه بأساليب جديدة في التحدي والمقاومة.
وهذا العام على الرغم من السيول التي حلت بشعبنا في مختلف المدن والقرى لكنكم بتآزركم وبتلاحمكم وبتعاونكم قد سطرتم نوعاً جديداً من أنواع المقاومة وقد أضفتم مفهوماً جديداً الى قاموس المقاومة الجماهيرية التي انتهجتموها للخلاص من براثن الإحتلال الايراني البغيض من خلال نهوضكم لنصرة أبناء جلدتكم في المناطق المنكوبة من السيول المفتعلة ومن خلال إصراركم على البقاء والصمود في أوطانكم على الرغم من التهديدات المستمرة لعناصر النظام الإرهابي في طهران.
أيها الأخوة والأخوات،
لا شك أن السيول والفيضانات هي من الحوادث الطبيعية التي قد تحدث في أي بلد، ومنطقتنا ليست بمعزل عن هذا العامل الطبيعي، ولكن السياسات العنصرية والعدائية للنظام الايراني في تدشين العشرات من السدود والأنفاق على الأنهر الأحوازية وتجفيف الأهوار وطم الأنهر جعلت نتائج السيول مدمرة وكارثية على شعبنا في الأحواز. ونحن في التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز كنا من أوائل من حذّر من تداعيات هذه المشاريع المدمرة ولقد سبق وشرحنا بإسهاب في بياناتنا وتقاريرنا السابقة خطورة هذه المشاريع على مستقبل شعبنا ووجوده.
إن بناء أكثر من 25 سد على نهر كارون، و 7 سدود على نهر الكرخة، و 8 سدود على نهر الجراحي بالاضافة الى نقل المياه بواسطة الأنفاق الى المحافظات المركزية في ايران جعلت الأنهر الأحوازية يابسة وأسرعت في تدمير البيئة والزراعة وتجفيف هور العظيم والفلاحية وبذلك تقلصت مساحة هور العظيم من 500 الف هكتار الى 28 الف هكتار بفضل تجفيف نهر الكرخة وانشاء مشاريع استخراج البترول وبناء سواتر داخل هذه المحمية الطبيعية. وكما فقد هور الفلاحية أكثر من 200 الف هكتار من مساحته الأولية التي كانت 550 الف هكتار. وجراء هذه المشاريع الاستعمارية فقد هذين الهورين مكانتهما لإحتواء السيول والفيضانات وتلطيف الجو من التلوث.
هذه المشاريع ومشاريع استعمارية كقصب السكر، ومشاريع كهرومائية، ومشروع مصادرة الأراضي في الجفير والمحمرة، ومشروع المجرم خامنئي لمصادرة 500 الف هكتار من الأراضي الزراعية الواقعة على الشريط الحدودي ما بين الأحواز والعراق، هي من المشاريع التي أسرعت في تدمير البيئة وقطاع الزراعة في الأحواز مما جعل الأحواز عُرضة للعواصف الترابية في الصيف وللسيول في موسم الربيع والشتاء. ومن أجل تدمير قطاع الزراعة في الأحواز قد اتخذ النظام سياسة منع الزراعة في الصيف بحجة شح المياه، وفي الشتاء يقوم بفتح السدود ليغرق بذلك الحقول الزراعية ويجبر المزارعين على ترك قراهم وأوطانهم.
نظراً للسياسات الإحتلالية للنظام الايراني التي تم الكشف عن بعضها من قبل النشطاء الأحوازيين بات من المؤكد للجميع أن هذا النظام ينوي إبادة شعبنا ويحوك المخططات واحدة تلو الأخرى لتغيير التركيبة السكانية لصالح غير العرب في الأحواز. وهذا ما تم الافصاح عنه في المرسوم الايراني المعروف برسالة أبطحي والذي أدى الكشف عنه إلى حدوث انتفاضة عارمة في 15 نيسان 2005 والتي نعيش ذكراها هذه الأيام.
إن التعامل العنصري والاعتداء على المواطنين الأبريا والتمييز في تقديم الخدمات للمنكوبين والمتضررين من السيول لا يدع أدنى شك أن هذا النظام البائد قد عزم على تدمير شعبنا، وتهجيره من موطنه الأصلي الذي عاش فيه لآلاف السنين. إن النظام المجرم في طهران وحرسه الإرهابي بدل تقديم المساعدات للمنكوبين من السيول يوجهون رصاص بنادقهم الى الأبرياء من أبناء شعبنا في قرى الجليزي، والشاكرية حيث سقط عدد من المواطنين بين شهيد وجريح.
يا أبناء شعبنا الأبي،
ان هذا النظام الذي أوشك على نهايته يحاول أن يستخدم شتى الأساليب الإجرامية لتنفيذ مشاريعه الاستعمارية وليخلط الأوراق واهماً أنه بذلك يستطيع أن يزعزع عزيمتكم ويجبركم على التخلي عن وطنكم الذي قدّمتم من أجله خيرة رجالكم ونسائكم. ولكنكم بصمودكم هذه المرة كما في السابق لقّنتم العدو درساً لن ينساه، وإن استمراركم في المقاومة الجماهيرية والاحتجاجات المدنية هي خير وسيلة لردع مخططات هذا العدو العنصري المجرم.
وفي الختام نحن أبنائكم في التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز إذ نشدّ على أيديكم، نجدد العهد على أن نكون جنوداً أوفياء لكم، نؤكد على الأمور التالية:
-
بات من الواضح أن صراعنا مع النظام الإيراني قد تحول من صراع على الهوية إلى صراع على الوجود. أن النظام الإيراني يحاول جاهداً أن يمحو وجودكم من على هذه الأرض، فكونوا على حذر من مخططات هذا النظام العنصري
-
انكم بصمودكم وتآزركم قد أثبتّم للعالم عن مدى حبكم للوطن وتمسككم بأرضكم التي تعتبر من أهم مقومات الهوية الوطنية وبناء عليه نؤكد على الاستمرار في تنمية الإيمان بحب الوطن والشعب وجعلهما أولوية تفوق سائر الأمور
-
ان النظام الإيراني يسعى لمنعكم من الرجوع الى قراكم ومدنكم بعد انتهاء السيول والفيضانات تحت ذرائع مختلفة، الأمر الذي يتطلب من الجميع رفضه ومقاومته وضرورة التأكيد على التمسك بأوطانكم
-
ان العدو الإيراني يحاول بشتى الوسائل والألاعيب أن يحقق هدفه في تغيير التركيبة السكانية مثل اغراء بعض المحتاجين من خلال اعطائهم فرص عمل وسكن في المناطق الأخرى فعلى الجميع أن يحذر أبناء شعبنا من هذه السياسات العدوانية لتفشل مخططاته بصمودنا ومقاومتنا
-
نحن في التيار نعتقد ان المقاومة الجماهيرية هي الخيار الأمثل لنضال شعبنا في الظرف الحالي لذلك نؤكد على ترسيخ ثقافة المقاومة وتطوير أساليبها التي تتوالم وبيئتنا ومجتمعنا في الظروف الراهنة
-
نؤكد على ان النظام الإيراني بكل مؤسساته بدءاً برأس الهرم، خامنئي، الى الحرس والحكومة كلّها عبارة عن عصابات إرهابية، وعلى العالم التحرك السريع لخلاص الشعوب من هذا النظام المجرم.
-
نجدد التأكيد على الوحدة والتلاحم فيما بين صفوف جميع أبناء شعبنا لمواجهة هذه الأزمة حتى نخرج منها بسلام
-
إن صمودكم الأسطوري أمام مياه الأنهر الفائضة وثباتكم في أرضكم رغم تهديدات النظام وضغط الأنهر، ودعمكم للبعض بالماء والطعام والمأوى قد سطّر مفهوم ثقافة المقاومة الجماهيرية، فيا أبناء المدن والقرى الأحوازية كونوا مأوى لإخوتكم النازحين وادعموا الثابتين في قراهم المحاصرة في المياه واجعلوا من ثقافة المقاومة الجماهيرية الحصن الذي يجمعكم ويقيكم شر المكائد الإيرانية
-
إنكم بمقاومتكم وصمودكم الجبار قد خلقتم ملحمة جديدة يذكرها التاريخ والأجيال القادمة وباسمكم نتوجه الى المؤسسات الدولية خاصة الأمم المتحدة للتدخل السريع لمساعدة شعبنا وإنقاذه من هذه الكارثة التي حلت به