لقد طالت يد الغدر والظلم الايراني مناضلاً وفارساً من فرسان الشعر الشعبي الأحوازي الشهيد حسن ناصر الحيدري الذي وافته المنية في يوم الأحد العاشر من نوفمبر 2019 .
كان الشهيد حسن الحيدري يتمتع بقريحة شعرية جياشة ممزوجة بشجاعة وصلابة في الايمان بقضية شعبه وحقوقه المسلوية. ولقد نذر نفسه لقضية شعبه واستخدم مواهبه في الشعر والأداء الشعري في سبيل بث الوعي القومي ومحاربة العادات والتقاليد العرفية والدينية الباطلة. ولقد نال الشهادة مثل ما كان يتمنى أن يصلي في الجنة مع رفيق دربه “ستار الصياحي” الذي وافته المنية في ظروف مماثلة في عام 2012.
وبشهادته فقد الشعب العربي الأحوازي إبناً باراً ومناضلاً شهماً تشهد له الساحة الثقافية في الأحواز بصدقه في الكلام وجرأته وشجاعته في تحدي المحتل الإيراني. وبهذه المناسبة اننا في التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز اذ ندين هذه الجريمة النكراء نتقدم بالتعازي الحارة الى عائلة الشهيد وذويه والى جميع أبناء شعبنا العربي الأحوازي ونسئل الله أن يتغمد فقيدنا بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنانه وأن يلهم أهله الصبر والسلوان.
أيها الأخوة والأخوات،
ان الطريقة التي توفي بها الفقيد حسن الحيدري لا تدع لنا أدنى شك ان النظام الإيراني هو الذي دبّر هذه الجريمة النكراء، خاصة في ظل عدم وجود الشفافية وفي ظل السياسات الاحتلالية التي يمارسها النظام الإرهابي في طهران ضد المناضلين الأحوازيين ومناضلي سائر الشعوب غير الفارسية يكون النظام الايراني هو المتهم الأول في هذه الجريمة. وان الملف الأسود للنظام الايراني في مجال اغتيال مناضلي الشعوب غير الفارسية، والأحوازيين خاصة، والمعارضة الايرانية يبرهن لنا ان جلاوزة خامنئي المجرم هم من قاموا بالتدبير لإغتيال شاعرنا البطل.
ان هذا الأمر يقودنا الى أن نستنتج أن النهج الذي كان يسير عليه شهيدنا البطل كان النهج الصحيح وحياته كانت تغيظ نظام الملالي في ايران وان الاعتقالات المتكررة لم تربك شاعرنا الشهيد والضغوط لم ترهبه ولم تمنعه من مواصلة الطريق. ان هذه الأساليب الجبانة التي يستخدمها النظام الارهابي في طهران تكشف عن حقيقة هذا النظام الديكتاتورية. انه بزعمه يتمكن من التخلص من المناضلين ولكنه خاب ظنه. فها هم أبناء شعبنا هبوا الى الشوارع في مظاهرات عارمة تندد باغتيال الشهيد حسن الحيدري وتؤكد على مواصلة طريقه. ان الحضور الجماهيري في الأحياء المختلفة من الأحواز بعد سماع خبر استشهاد حسن تدل على عزيمة شعبنا في مواصلة النضال ومعرفته بنوايا هذا النظام الارهابي في كم الأفواه من خلال التصفيات الجسدية للنشطاء الأحوازيين بشتى الطرق والأساليب.
ان هذه هي طبيعة الانظمة الديكتاتورية منذ الأزل الى يومنا هذا حيث لا يطيقون كلام الحق ولا يسمحون بسماع أصوات غير أصواتهم أو من يمتتدحهم ويواجهون كلام الحق بالظلم والقتل. وان هذا بحد ذاته مؤشر على نهاية عمر الجبابرة والإرهابيين. وإننا على يقين ان حياة هذا النظام أوشكت على النهاية وسوف يُرمون في مزابل التاريخ مثل أسلافهم.
ان شعبنا مستمر في نضاله على الرغم من التضحيات الجسام التي يقدمها في سبيل تحقيق مطالبه ولقد عرف الشعب أن المقاومة الجماهيرية بشتى الوسائل والأساليب هي الطريق الصحيح لتحقيق المطالب والوصول الى الأهداف المنشودة. وللكلمة وللشعر مكانتهمتا وتاثيرهما في هذا المجال حيث لعب الشعراء من أمثال الشهيد حسن الحيدري وستار الصياحي وغيرهم دوراً بارزاً في بث روح التحدي والمقاومة في صفوف أبناء شعبنا من خلال قصائدهم الحماسية وفضحهم لسياسات النظام الايراني المحتل بأشعارهم وأهازيجهم الموزونة التي تسر الصديق وترهب العدو.
سوف تتغنى الأجيال بأشعار حسن الحيدري و سوف ينادي شعبنا بأشعاره ويرددها لترهب حكام طهران وسيكون اسمه خالداً في ذاكرة الشعب العربي الأحوازي وشهداءنا هم مصابيح يضيئون لنا الطريق لتحقيق النصر.