انت هنا : الرئيسية»اخبار»بيان التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز تنديداً بالمجزرة التي ارتكبها النظام الإيراني ضد الشعب البلوشي في يوم الجمعة 30 أيلول/ سبتمبر 2022
بيان التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز تنديداً بالمجزرة التي ارتكبها النظام الإيراني ضد الشعب البلوشي في يوم الجمعة 30 أيلول/ سبتمبر 2022
ارتكب النظام الإيراني مجزرة أخرى بحق الشعب البلوشي الأعزل، حيث قام هذا النظام الإرهابي في يوم الجمعة 30 أيلول/سبتمبر 2022 بهجوم وحشي على أبناء الشعب البلوشي الذين حضروا إلى صلاة الجمعة في الجامع المكّي في مدينة زاهدان. وحتى ساعة كتابة هذا البيان، وحسب المصادر المحلّية، أستشهد أكثر من 58 شخصاً وجُرح مما لا يقل عن 270، على أثر هذا الهجوم الذي استخدم النظام الإيراني فيه أنواع الأسلحة والمروحيات لقتل الأبرياء من الشعب البلوشي المظلوم.
نحن في التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز إذ نستنكر هذا العمل الإجرامي والهجوم الجبان على الشعب البلوشي، نترحّم على أرواح الشهداء ونتمنّى للجرحى الشفاء العاجل، وفي نفس الوقت نعلن تضامننا وتعاضدنا مع الشعب البلوشي بأسره، حيث نعتقد أن مصير الشعوب المحتلة والمضطهدة في جغرافية إيران السياسية مرتبط ببعضها، ونحن معاً في خندق واحد ضد هذا النظام المجرم.
إنّ ارتكاب هذه الجريمة النكراء في هذا الوقت بالذات له دلالات مختلفة. فمن جانب إنّها دليل على أنّ النظام المجرم في طهران يجرّ أنفاسه الأخيرة بعد المظاهرات والاحتجاجات العارمة التي عمّت كلّ الأقاليم والمدن منذ أكثر من أسبوعين. ومن جانب آخر تدلّ على مدى عنجهية هذا النظام وكرهه وحقده على الشعب البلوشي.
إنّ هذه الجرائم التي أخذت تتزايد وتيرتها تتطلب تدخلاً حازماً وإرادة صارمة من المجتمع الدولي خاصة الأمم المتحدة، لوضع حد لهذه المجازر التي يرتكبها النظام الإيراني بحق المواطنين العزّل، ولوقف سفك الدماء البريئة التي تُراق يومياً على مدى الأربعين عاماً الماضية، لا لذنب ارتكبوه ولا لجرم اقترفوه، فقط لأنهم يطالبون بحقهم في الحياة الحرة والعيش الكريم.
أيها الأخوة والأخوات من الشعب البلوشي،
إنّ الجرائم التي ارتكبتها الدولة الإيرانية بحق الشعوب الغير فارسية خاصة الشعبين البلوشي والأحوازي لا تُعدّ ولا تُحصى، فمنذ احتلال أوطاننا في 1925 إلى يومنا هذا لقد جرّبت علينا الأنظمة المتعاقبة في إيران أساليب مختلفة من البطش والظلم والاضطهاد والحرمان، وارتكبت هذه الدولة المحتلة الجرائم الجسام بحق هذين الشعبين. حيث أصبح حكّام طهران يتفاخرون بقتل الإنسان البلوشي والأحوازي، وصار جلاوزة النظام يقتلون شعبينا بدم بارد.
والأمر المخزي الذي يندى له الجبين هو عدم تسليط الضوء على الجرائم التي تُرتكب بحق شعبينا من قبل وسائل إعلام المعارضة ومنظمات حقوق الإنسان الفارسية. والتجارب أثبتت أنّه ليس هناك فرق بين النظام وما يسمّون أنفسهم بالمعارضة فيما يخص قضايا الشعوب الغير الفارسية، والكلّ متفق على قمع شعبينا. وحتى منظمات حقوق الإنسان الفارسية لم تعكس واقع ما يحدث من جرائم في بلوشستان والأحواز، إلّا في حالات نادرة أو إذا كانوا مرغمين.
إنّ ما حصل يوم أمس الجمعة من جريمة بحق الشعب البلوشي ليست الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة، فأساس هذا النظام مبني على القتل والظلم والإضطهاد. ولقد اضافت هذه الجريمة صفحة سوداء إلى تاريخ النظام الأسود المملوء بالجرائم.
ولكن هذا لن يثني شعبينا في نضالهما لاستعادة حقوقهما المسلوبة. إن شعبينا يزدادان عزماً وإرادة كلّ ما زاد النظام من إجرامه وظلمه، وهذه الأساليب لم ولن تستطيع أن توقف شعبينا عن إرادتهما في الاستمرار بنضالهما من أجل الحرية وحقهما في تقرير مصيرهما بأنفسهما.
إنّ هذه المجازر لن تُمحى عن ذاكرة شعبينا، حيث لن ينسى الشعب البلوشي المجازر التي ارتكبتها الدولة الإيرانية ضده طيلة المئة عام الماضية من الإعدامات العشوائية للنشطاء البلوش تحت ذرائع واهية، وقمع الانتفاضات، وقتل الأبرياء من هذا الشعب الذين يبحثون عن مصدر رزق لهم. وكما لن ينسى الشعب الأحوازي مجزرة معشور، ومجزرة المحمرة، والمجازر الأخرى التي ارتكبتها الدولة الإيرانية بحق شعبنا.
إنّ هذه الدماء الطاهرة والبريئة التي سقطت على تراب أوطاننا لن تذهب هدراً بل ستلاحق المجرمين وسوف تطيح بعرش الطغاة الظالمين والغاصبين. ومن المؤكد سيكون النصر حليف الشعب البلوشي والشعب الأحوازي وكل الشعوب المضطهدة في جغرافية إيران السياسية وإنّ غداً لناظره قريب.