يا ابناء شعبنا العربي الاحوازي و يا ابناء انتفاضة 15 نيسان الخالدة لقد سجل ابناؤكم الابطال صفحة جديدة في تاريخ نضالكم المزدهر استمراراً لانتفاضة نيسان المباركة و في ظاهرة حضارية و مدنية حيث نظم ابناء الشعب في يوم عيد الفطر السعيد مسيرة سلمية جاءت في اطار مرحلة جديدة من كفاح شعبنا من أجل الحصول على حقوقه المشروعة.
اليكم تقريرا عن أحداث يوم عيد الفطر لسنة 1426 هـ و التي ستكشف الايام المقبلة عن وثائق هذه الاحداث و سيتعرف العالم على حقائق ما يجري في الاحواز و المعاناة التي يعانيها شعبنا في ظل النظام الايراني.
قامت قوات الامن باعتقال ما يقارب المائتين شخص في ليلة العيد (مساء يوم الخميس المصادف 3/11/2005 ) من بين الذين ذهبوا للنزهة على شاطئ نهر كارون بالزي العربي. لقد انطلقت المسيرات في يوم العيد في غالبية مدن الوطن و كانت في الاحوازالمدينة و الخفاجية و الحميدية اكثر كثافة.
حرص المتظاهرون على إرتداء الزي العربي الذي يشمل الدشداشة البيضاء و لكوفية الحمراء و العقال حيث عرفت هذه الحركة بالمسيرة البيضاء. كانت المسيرات سلمية و الشعارات و الهتافات تتغنى بحب الوطن و الشعب.
أحداث يوم العيد في مدينة الاحواز العاصمة:
انطلقت المظاهرات في كثير من احياء و مناطق مدينة الاحواز مثل حي الثوره و كوت عبدالله وحي الشعلة (مشعلي) والزوية و الشكارة و..
خرج اهالي حي الثورة و بعد صلاة العيد في مسيرة انطلقت من شارع الحي الرئيسي و بعد المرور من حي كيان دخلت حي رفيش و النهضة (لشكرآباد) فكان العدد يتزايد كل ما جابوا الشوارع فكان عدد المتظاهرين يفوق الثلاثين الف عند ما وصلوا إلى الجسر الخامس . و استمرت المظاهرات حتى التحقوا بمسيرة حي الشعلة وكوت عبدالله.
بعد انتهاء المظاهرات رجع أهالي حي الثورة في نفس المسير فعند ما وصلوا إلى الجسر الخامس اغلق عناصر الامن الجسر من الجهتين و استهدفوا المشاركين في المسيرة بغاز يشلّ الحركة و يخدّر الجسم و بعدها هاجموا المتظاهرين و أوقعوهم ضرباً ، فرمى عدد منهم بانفسهم في النهر مما أدّى إلى غرق من لم يستطع السباحة وعثر على أجسادهم صيادو السمك لاحقاً (بينهم اثنان لا تتجاوز أعمارهم الإثني عشر عاما أحدهم من قرية بني نعامة).
وتم إعتقال اكثر من ثلاثمائة و خمسين بينهم مراهقين تتراوح أعمارهم بين العاشرة و الثالثة عشرة.
على أثر هذه المظاهرة قامت قوات الأمن باعتقال كل شاب يرتدي الزي العربي في المدينة و أوقفوا حتى الذين يستقلون السيارات الخاصة ممن يرتدون الزي العربي.
و كانت معاملة قوات الامن في مقر العمليات و السجن قاسية و مهينة جداً فحتى القاضي كان يعامل السجناء كانه مسئول أمني و كان يقوم بضربهم و شتمهم . و أصدرت احكام متشابهه بشأن كل السجناء حيث ادينوا بالسجن ستة أشهر بشكل تعليقي لمدة ثلاث سنوات .و الهدف من هذا الحكم هو الحد من نشاط المناضلين الاحوزيين حتى يقوموا بمراقبة انفسهم بانفسهم.
الاحداث في سائر المدن:
أما الاحداث في مدينتي الحميدية و الخفاجية كانت تشابه ما حدث في الاحواز العاصمة فخرج ابناء الشعب في المدينتين بالزي العربي و تظاهروا و تصدت لهم قوات الأمن بنفس الشراسة و الوحشية التي واجهت بها مظاهرات الاحواز فاعتقلت وعذّبت وأهانت المتظاهرين و أصدرت بحقهم أحكاماً جائرة في محاولة وقائية تهدف من خلالها إلى عدم تكرار مثل هذه المظاهرات السلمية التي تشجع لتوسيع المشاركة الشعبية في ابراز الهوية العربية و الحضور في الساحة للمطالبة بالحقوق القومية العادلة الأمر الذي تخشاه السلطات الايرانية.
و لكن هذه الممارسات القمعية لن تزيد الشعب العربي المنتفض إلّا إصراراً على المطالبة بحقوقه المهضومة و إيماناً بقضيته العادلة وسوف يواصل مسيرته النضالية السلمية في سبيل نيل الحرية و الانعتاق و لن يثنيه عن ذلك ظلم الظالمين و كيد الكائدين.
اذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر
و لابد لليل ان ينجلي ولا بد للقيد ان ينكسر…
ومن لا يحب صعود الجبال يعيش ابد الدهر بين الحفر..
أبارك في الناس أهل الطموح ومن يستلذ ركوب الخطر
وألعن من لا يماشي الزمان ويقنع بالعيش عيش الحجر..
وأعلن في الكون : أن الطموح لهيب الحياة و روح الظفر