وضعت ايران يدها على جميع خيرات ومقدرات الأحواز منذ عام 1925 وبعدما قضت على آخر حكم عربي فيها حتى هذه اللحظة تعبث بثرواتها الضخمة لأن الأحواز توفر 87% من إنتاج النفط و90% من إنتاج الغاز و 74% من إنتاج الكهرباء عبر إنشاء السدود (احتجاجات المياه في الأحواز أزمات مستمرة ومعالجات غير ناجزة، المعهد الدولي للدراسات الإيرانية). فإنها جوهرة المصالح الإيرانية بحسب آرون إيتان ماير. حددت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الأحواز منذ خمسينات القرن الماضي، بوصفها نقطة الضعف المحتملة لإيران، لكونها تحتوي على موارد لا يمكن لأي نظام أن يحافظ على سيطرته من دونها. ولهذا فانها منطقة حيوية لإيران من حيث مزاياها الإقتصادية والأمنية والعسكرية والسياسية، فضلا عن ثرواتها النفطية والغازية اذ تملك الأحواز نحو 12% من احتياطي النفط العالمي و16/2% من الغاز(Rahim Hamid.Washington Institute Dec11 2019 ). وفیها أكبر عدد من المدن الساحلية على الخليج العربي، كما تقع في منطقة جيوسياسية على أحد أهم الطرق البحرية، ليس فقط لآسيا، بل على مستوى العالم. كما أن الأحواز تضم الأراضي الزراعية الخصبة تقدر بنحو 5 مليون هكتار صالحة للزراعة وتتوفر فيها المياه العذبة حيث تجري فيها 6 أنهار (كارون، والكرخة، والدز، والجراحي، وزهرة، والخيري) التي توفر 50% من الثروة المائية للنظام الإيراني. مياه إيران الكلية تقدر ب64 مليار متر مكعب و 32 مليار متر مكعب منها تقع في الأحواز هذا يعني أن نصف مياه ايران في الأحواز والأحواز تعاني من الجفاف.
للتأكيد حسب تصريح المدير العام لشؤون السدود في إيران أن تخزين المياه من سبتمبر 2020 حتى الآن وصل الى 64/8 مليار متر مكعب ويدل هذا الرقم على ارتفاع ملحوظ في المياه بنسبة 297 في المئة.
كذلك تتوفر في الأحواز معادن الصلب والحديد ومصانع البتروكيماويات وغيرها من المصانع العملاقة.
لقد إنتهجت إيران سياسة تجفيف الأنهر والأهوار وحرف مسار المياه من الأحواز منذ عقود وأزمة الجفاف وشحة المياه تتفاقم يوما بعد يوم. ولإستراتيجية التجفيف مآرب شتى على رأسها إستهداف الإنسان الأحوازي والقضاء على كيانه ووجوده وتدمير مصادر حياته والإستيلاء الكامل على أرضه وانتزاع ملكيته منها حتى يضطر السكان الأصليين على النزوح وترك ديارهم بعد فقدانهم المصادر الرئيسية للحياة، أي الماء والأرض. على سبيل المثال بعد تجفيف مساحات شاسعة من هور الحويزة والمناطق المجاورة في قضاء ميسان والجفير إستحوذت شركات نفط عملاقة على معظم الأراضي، من أهم هذه الشركات شركة النفط الوطنية الإيرانية، شركة أروندان، شركة المناطق النفطية الجنوبية، شركة متن، شركة باساركاد وعشرات الشركات الفرعية الأخرى.
جدير بالذكر أن حجم المخزون النفطي في حقل ميسان حسب التقارير الحكومية يقدر ب33 مليار برميل (المصدر ويكي بديا) ولقد دمرت هذه الشركات البيئة وبنت السواتر الترابية وقامت بتقسيم الهور والأراضي الزراعية الخصبة إلى اجزاء منفصلة وحرمت المزارعين من الإستمرار في زراعة أراضيهم غير آبهة بحياة المزارعين، فضلا عن جلبها العمال من المدن الفارسية وحرمان السكان الأصليين من التوظيف في مناطقهم.
دمرت هذه الشركات حياة الإنسان وباقي الكائنات الحية، المائية منها والبرية كالأسماك والطيور والمواشي. وكما تسببت في حرمان المواطنين من الزراعة لاسيما الأرز وحولت البيئة إلى صحاري حتى أصبحت بؤر للعواصف الترابية مما أدت إلى تصاعد الأمراض التنفسية والربو وإرتفاع نسبة الإصابة بالأمراض السرطانية بنسبة 500% حسب الإحصائيات الرسمية بالإضافة إلى الأمراض الجلدية والأمعاء. بعد نشر هذه الإحصائيات أصدرت الحكومة الإيرانية مذكرة تمنع الدوائر الحكومية ووسائل الإعلام من نشر أية إحصائيات عن ضحايا السرطان والتلوث البيئي في الأحواز.
كما قامت هذه الشركات بصب النفايات الصناعية في ما تبقى من مياه الهور وكل هذه التصرفات أدت إلى تدهور الوضع الصحي وسلامة البيئة إلى درجة حيث صنفت منظمة الصحة العالمية الأحواز في صدارة المدن الأكثر تلوثا في العالم أجمع منذ عام 2011 الى 2014 بالتوالي.
وجدير بالذكر بأن عقدت الحكومة الإيرانية إتفاقية مع الصين لتستخرج بموجبها الشركات الصينية النفط من حقول هور الحويزة لمدة عشر سنوات، وبموجب هذا الإتفاق ومقابل النفط المستخرج لصالح الشركات الصينية، ستترك هذه الشركات منشآتها النفطية للحرس الثوري بعد السنوات الخمس الأولى، وتحديدا في عام 2020 ويستحوذ الحرس الثوري على تلك المنشآت. وستسدد الصين بعد ذلك ثمن النفط المستخرج من هذه الآبار على نحو سلع تصدرها إلى إيران، وذلك هربا من العقوبات المفروضة على إيران.(حسب يوسف عزيزي، لعنة النفط والسيول في عربستان، إندبندنت العربية، 15نيسان/أبريل 2019).