الى من يهمه الأمر من ابناء الشعب العربي الأحوازي المقيمين على ارض الوطن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
” الوطن، ليس سؤالا تجيب عنه وتمضي، انه حياتك وقضيتك معا “: محمود درويش
لسنا هنا بصدد الانتقاص من نشاط كافة ابناء الشعب العربي الاحوازي في الداخل ولكن هناك بعض الامور يجب التطرق اليها دون مجاملة، وباختصار دون الخوض في تفاصيل معمقة قد تعطي العدو المتمرس بالارهاب ثمة حجج للنيل من الحراك الداخلي، والحر تكفيه الاشارة، حسب المثل الأحوازي.
مع حلول العام الميلادي الجديد يمكن تقييم العمل السياسي الاحوازي في الداخل والمهجر وعلاقتهما ببعضهما وكما يمكن تحديد بعض “نقاط الخلل” الموجودة في هذه العلاقة.
خلال العام الميلادي الماضي2013
استمرت انتهاكات حقوق الانسان الاحوازي من قبل الدولة الايرانية بوتيرة لا تقل عن الاعوام السابقة بل وازدادت. وفي هذا المضمار اصبحت قضية “التسنن” في الاحواز احدى اهم اسباب التجاوزات على حقوق الانسان التي تمارسها الدولة الايرانية بحق ابناء الشعب العربي الاحوازي.
خروج الاحوازيين بقضيتهم العادلة، وخاصة الشق الذي يكشف عن تجاوزات حقوق الانسان الى الاعلام الفارسي والعربي والاجنبي، قد استوجب دقة وتوثيق اكثر بما كان عليه سابقا.
تفجرت ازمة الاحواز البيئية في المجتمع الاحوازي خلال الاشهر الاخيرة من عام 2013 ، ان توسع رقعة هذه الازمة وعدم وجود الارادة لدى الادارة الايرانية لمعالجتها في المدى القصير ولربما المدى البعيد ينذر باستمرار هذه الازمة حتى السنين الآتية وقد تؤدي هذه الازمة بوقوع كوارث بيئية ربما تقضي على تواجد الشعب العربي الأحوازي.
هذه الازمة تعد من اهم ازمات الاحواز في الوقت الراهن حيث تقتل سنويا اكثر من ستة الاف مواطن احوازي حسب احصائيات المراكز الايرانية.
كما ان الدولة الايرانية بدأت باجراءات خبيثة حيث تعمل على تشييد اكبر مشروع ما يسمى بـمشروع “احياء 800 الف هكتارمن اراضي الأحواز للزراعة” تطمح عبر تنفيذه للتخلص من الوجود العربي على ارض الاحواز وذلك عبر تسليم هذه الاراضي للوافدين الجدد من سكان جبال زاجروس، وحسب تقديرنا ان هذا المشروع هو اكبر عملية استیطان يشهدها التاريخ المعاصر في الاحواز، بعد ما اغتصبت الدولة الايرانية اراضي كبيرة لمشروع قصب السكر وعدة مشاريع اخرى سبقتها، أو تلتها، والذي يؤدي بدوره الى تغيير واسع في ديموغرافية الاقليم مما يهدد التواجد العربي الاحوازي.
كل هذه الاحداث قد حصلت او استمرت خلال العالم الماضي، لكن في المقابل لم يلحظ نشاط يذكر من قبل الشريحة المتعلمة والمثقفة ماعدا المشاركة في تجمعات الدفاع عن كارون والحضور في بعض الاحتفالات الثقافية والاجتماعية.
هنا لا ننسى بعض الاحداث العسكرية والعمليات التي طالت الشريان الاقتصادي لدولة الاحتلال الفارسي ولكن نريد ان نتحدث حول العمل الجماهيري والمدني والمؤسساتي السياسي السري وغير السري اكثر من غيره، في هذه المرحلة.
فأما بالنسبة للتواصل بين النشطاء في الداخل وفي المهجر توحي المؤشرات ان هناك يوجد القليل من التواصل الموضوعي بين الضفتين. ان استمرار حالة عدم التواصل الموضوعي والمنتظم لها تداعيات عدة على القضية الاحوازية وعلى سير المسيرة النضالية لقضيتكم الحقة.
وحول تفاعل النشطاء في الداخل مع النشطاء الاحوازيين في المهجر دون ان نتحدث عن التفاصيل بداوعي امنية، نذكر النقاط التالية:
1- لايوجد اتصال مستمر ومبرمج بين الداخل والمهجر:
عدم وجود الصلة بين الداخل والمهجر يشمل كافة المجالات، منها اخبار الاحداث واخبار حقوق الانسان، ومجريات السياسات الايرانية في الاحواز، وكذلك عدم ايصال وجهات النظر والتحليلات السياسية المطروحة في الداخل، وعدم وجود صلة وثيقة مع الداخل ووصول المعلومة الى الخارج بتأخير ومن ثم توظيفها بشكل خاطيء من قبل بعض المتلقين قد تسبب بتأخير وتقهقر مجابهة الاحزاب الاحوازية أمام السياسات العنصرية واللاانسانية للنظام الايراني.
ودفع نشطاء المهجر الى تلقي معلومات خاطئة حيث هذا الامر في كثير من الاحيان منح الاحتلال الايراني الوقت الكافي لتنفيذ مخططاته الخبيثة.
2- المهجر يسبح في تصوراته:
عدم وجود صلة وثيقة ما بين نشطاء المهجر والداخل قد دفع بعض الاحوازيين غير المنتمين للاحزاب وكذلك الاحزاب والمؤسسات الاحوازية في المهجر نحو تصورات ربما كانت خاطئة في بعض المراحل. حيث ان متابعة نشاط البعض من الاحوازيين في المهجر يظهر ان نشاطهم لا صلة له بما يجري على ارض الواقع، فعلى سبيل المثال عندما يتم اعدام نشطاء احوازيين في الداخل، البعض في المهجر منشغل بامور مضى عليها الزمن، أو منشغل بخلافات شخصية مع الغير، أو منشغل بتلفيق اتهامات بحق هذا وذاك، أو الانتقاص من عمل ونشاط الأخر الأحوازي، كما هناك يوجد من يعيش حالة معينة لا يمكن تفسيرها الا ان نقول انه منعزل عن العالم بأسره.
3- فقدان الاحساس بالمسؤولية لدى الكثير من المهاجرين الاحوازیين في المهجر:
فقدان اي متابعة من الداخل للمهجر، اصبح سبب شبه رئيسي كي يسير البعض المقيم في خارج البلاد خلف هواجسه وطموحه الفردية، حيث البعض من الذين خرجوا باسم القضية وکل منهم حصل على اقامة وجنسية أروبية أو امريكية او كندية و استرالية وغيرها، وصل بهم الامر الى ان يرجحوا مصالحهم المادية على متابعة القضية والدفاع عن حقوق اهلهم وشعبهم.
وهناك العدد الاكبر من الذين حصلوا على اللجوء باسم الاحواز لم يعملوا اي شيء لصالح قضيتهم الحقة حتى يتمكنوا من السفر الى الاحواز دون ان يعترضهم النظام الايراني.
4- اخفاقات النشاط الاحوازي في الداخل تصنع ادعاءات لا وجود لها على ارض الواقع:
غياب النشاط المنظم في الداخل قد فسح المجال الى النشاط المهمش وغير المنظم وتسبب بعدم وصول المعلومة والخبر الى المهجر ناقصة ومتأخرة حيث لا يمكن استخدامها بشكل صحيح.
على سبيل المثال؛ اخبار المعتقلين الاحوازيين تصل بتأخير زمني كبير ودون تفاصيل توثيقية كالصور والتفاصيل الشخصية حول الشخص المعتقل، وتفاصيل أخرى تتعلق بالموضوع.
هذا الامر قد تسبب في بعض الأحيان ببعض الشك والترديد لدى الجهات الحقوقية الدولية وحتى بعض الحقوقيين المنتمين الى المعارضة الايرانية الذين يبحثون عن نقطة ضعف في كل تقرير يقدمه الاحوازيين حيث ما تتطلبه الجهات الحقوقية هنا في المهجر ما هي الا معلومات تفصيلية وموثقة بصور أو افلام تتعلق بالحدث.
نرى أن على الاحوازيين في الداخل وخاصة خلال المرحلة الامنية التي تلت مرحلة ما بعد انتفاضة نيسان 2005 واشتدت وتيرتها، التأقلم مع هذه المرحلة و ايجاد حلول للتعامل معها.
استمرار هذا الجمود لدى الشريحة المثقفة والمتعلمة في الداخل في ظل استمرار المرحلة الامنية الراهنة، ليس بصالح القضية الاحوازية والشعب العربي الاحوازي.
هنالك اساليب عدة للعمل السياسي في ظل الظروف الامنية والاجواء البوليسية. صحيح ان الشريحة المتعلمة الاحوازية برزت على الساحة في زمن الاصلاحيين، لكن من المنطق ان لا تحدد هذه الشريحة نشاطها في ظروف خاصة تتشابه وظروف فترة الاصلاحيين.
على المناضلين مراجعة هذه الفكرة والايتاء بحل موضوعي وحديث لمتابعة الشأن الاحوازي في الداخل وفي ظل ظروف امنية وبوليسية .
مانشهده اليوم في الساحة الداخلية هو عبارة عن تضحيات يقوم بها ابناء الاحياء الهامشية والفقيرة والمدن والمناطق النائية.
ليس مقبولا ان تترك الشريحة المتعلمة اهلها وشعبها في هذه الظروف الصعبة دون ان تجد طريقة جديدة لمتابعة شؤون هذا الشعب المضطهد في ظل هيمنة ظروف امنية.
كما عدم تواصل الشريحة المتعلمة والمثقفة في الداخل مع النشطاء في المهجر سيكون عاملا في افتقار نشطاء المهجر للمعلومات اللازمة لمواكبة الاحداث في الداخل والذي بدوره يكون عاملا في فقدان مصداقية مايطرحه الاحوازيين لدى المنظمات الدولية.
كذلك عدم مشاركة النخبة في الداخل في القضايا الراهنة التي يمر بها شعبنا كقضية التسنن و تأثيرها على اللحمة الوطنية، سيكون له دورا خطيرا على القضية الاحوازية.
فأن حضور الشريحة المتعلمة في الداخل وتواجدها وممارسة نشاطها السلمي والمدني في كافة الظروف التي يمر بها المجتمع الاحوازي، سيكون عاملا مهما في شرح صورة ما يدور على مستوى الساحة الداخلية، وبناء على هذا سيكون رصد الاحداث اكثر دقة ونضجا مما يرصده احوازي المهجر عن بعد.
وعلى الشريحة المتعلمة الاحوازية ان تبدي برأيها حول ظاهرة التسنن وتأثيراتها على المجتمع الاحوازي ان كانت ايجابية أم سلبية.
لهذا فأن النشاط الاحوازي في المهجر يطمح الى خدمة القضية الاحوازية والشعب العربي الاحوازي في داخل الوطن، وهو امتداد لنضالكم وتضحياتكم ونجاحه رصيد لقضيتكم العادلة.
وهنا لابد من الاشارة الى موضوع هام جدا، الا وهو تنويه النشطاء الاحوازيين في الداخل؛ ان اي نقص في المعلومات والتفاصيل والاخبار والمعطيات والتحليلات السياسية قد تشاهدونه على المواقع الاحوازية او في تصريحات الاحوازيين في المهجر، فاعلموا ان لكم دورا في هذا النقص وأنتم تشكلون جزءا من هذا النقص حيث يقع جزء من المسؤولية على عاتقكم.
وبناء على كل ما تقدمنا به، فأن عدم تواصلكم مع النشطاء الاحوازيين في المهجر وممارسة اللامبالاة وعدم مساندة الفصائل الأحوازية بالمعلومة والخبر والتفاصيل والتحليل والمقال والصور والافلام وغيرها سوف يتسبب في استمرار التقهقر في الحراك الأحوازي على الصعيد الداخلي والخارجي، وهذا ما يعني استنزافا للحراك الوطني الجماهيري الذي يشارك به نشطاء الداخل والمهجر.
التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز
الاثنين، السادس من يناير/ كانون الثاني 2014