يقلب شيخ خلف المهلهل مجلسا عشائريا _على خلفية قتل شاب بريء برصاص طائش- إلى جلسة ودية ويستغل وقته لإلقاء كلمة إرشادية يوصي بها شعبه وناسه الى إصلاح شؤونهم فصرخ بشيوخ القبائل الحاضرين: دعونا أن نصلح شؤوننا فالظروف ليست لصالحنا.
فلا تتهاونوا ولا تكونوا سببا في الظلم بل كونوا سندا لشعبكم الذي بوسعه أن يفعل الكثير كما فعل في ثورة الجفاف وأعاد ما سرقوه من المياه إلى مجراه الطبيعي فسقى أرض الأحواز بماء نهرانه بعدما سقاه بدم خيرة الشباب المطالبين بحقهم.
شيخ خلف المهلهل والذي عرف بمواقفه البطولية والوقوف بوجه الظلم ومناصرة شعبه الأبي أشتهر باختيار عباراته بكل تمعن ودقة حتى أصبحت الكثير منها عبارات رمزية تعني الكثير لقائلها.
كما صرح في بدء حديثه في هذا المجلس قائلا:
*أنا لا أنتمي لعشيرة؛ انا أحوازي و لست خوزستاني*
عبارات عانت النخب والنشطاء من أجل إيصالها للشارع ولجميع شرائحه الكثير إلا أنه فعلها بكل شجاعة ودراية.
فصاح بالشيوخ الحاضرين في المجلس دعونا نكمل مسيرتنا التي بدأناها ولاترضوا لشعبكم الفقر والحرمان حيث وصل الأمر ببعض من عوائلنا المتعففة إلى جمع بناتهم ونسائهم النفايات.
*وهل هناك ما هو أعز على أي عربي شهم من عرضه وشرفه؟؟؟*
وعندما كان يتكلم الشيخ خلف المهلهل ترفع نداءات التأبيد في المجلس، التأبيد لرجل عرف بصرخاته المدوية فهو الذي أوقد شرارة انتفاضة العطش عندما دخل مبنى إحدى الدوائر المعنية بشؤون المياه و صرخ:
نحن لن نخرج من هذه الأرض فخذوا النفط والغاز لكن هذه الأرض تبقى لنا ولن نغادرها أبدا حتى لو أغرقتمونا بالمياه او عطشتمونا فنحن نبقى متشبثين بأرض اباءنا و أجدادنا.
فما من ملحمة عربية إلا و حضرها الشيخ خلف المهلهل ممثلا لصوت الحق وهاديا إلى صراط الكفاح ووقفة الرجل الواحد.
فهاهي سواتر العز التي بنتها سواعد الشباب وحمت بها كل مدن الأحواز من مؤامرة خبيثة هي الأخرى التي شهدت حضوره وسمعت نداءاته للإستقامة حتى تحقق المبتغى ودفع شر تلك البلية التى أرادوها لشعبنا ولكن أراد الله ان يذود عنا بهمة الشباب وحكمة الشيبة.
ففي زمن فشلت صناديق الاقتراع المدنسة بتعريف ممثلي الشعب الأحوازي خرج من نقاء ضمائر أحاد شعبنا من يمثلونه خير تمثيل وهم الذين يسجلهم التأريخ في أعلى صفحات المجد والسؤدد وستحفظ الأجيال أسمائهم “مشاعلا أنارت الطريق في عز الظلام”