وصلت اليوم “صورة خاصة”، وهنا سوف نشرح ما نراه في الصورة ونستكمل الحديث للوصول الى نتيجة بعيد قراءة هذه الصورة.
في خلفية الصورة ، بعيدا، وتحديدا خلف السيارة، نرى رجل واقف أمام بوابة، يرتدي زي عسكري باحدى الالوان الفاتحة وعلى رأسه خوذة بيضاء، وكذلك نرى لافتة، يبدو ان مرسوم عليها صورة المرشد الايراني علي خامنئي، وعلى الجانب الأخر، وتحديدا خلف الرجل الذي يرتدي الزي العربي وواضع يديه حول رأسه، نرى علم ايران، كما نرى في الصورة الأرض مبلطة بأسفلت، وباللون الأبيض مرسوم على الأسفلت، عدة خطوط موازية جنبا الى جنب، ونرى اللونين الأخضر والأبيض على الرصيف، وكذلك نرى مجموعة أشجار تعشعش على حائط.
كما نرى في الصورة سيارة بيضاء اللون، ورجلين مسلحين، احدهم ملتحي و بيده مسدس، والأخر بيده رشاش كلاشينكوف، وهما يقتادان رجل أخر يرتدي الزي العربي أي الدشداشة والغترة والعقال، حيث يهبط العقال من أعلى رأسه، ورجل واقع على الأرض، وهو يرتدي الزي المدني، كما نرى رجل أخر يرتدي الزي العربي، وواضع يديه حول رأسه.
ماجاء هنا هو عبارة عن قراءة مبسطة لهذه الصورة وتعريف المشهد هذا كي نثبت من خلاله الأتي:
-الأرض المبلطة والخطوط البيضاء الموازية لبعض المرسومة عليها؛ تعني لنا ان المشهد هذا يحدث في مكان عسكري.
-اللون الأخضر والأبيض على الرصيف واللون الأخضر المطلي على البوابة هو اللون الذي يرمز الى قوات الأمن العام الايراني (الشرطة).
-الحائط والبوابة والأشجار واللون الفاتح لقميص الحارس والخوذة البيضاء على رأسه يؤكد المكان انه تابع لقوات الشرطة.
وفي المشهد الواضح في الصورة نرى؛
الرجل الملتحي وبيده مسدس، والأخر بيده رشاش، والاثنان يرتديان ملابس شبه مدنية، وكذلك نرى السيارة مدنية بيضاء اللون، ونرى المعتقل يرتدي الزي العربي، وأخر واقع على الأرض، والثالث يضع يديه حول رأسه وهو يرتدي الزي العربي ايضا، ويبدو أن هذا الأخير يعلن استستلامه أمام المسلحين، كي يتم اقتياده الى السيارة، بعيد اقتياد النفر الأول الذي يتم اقتياده نحو السيارة.
حين نوضع كافة العناصر في هذه بجنب بعض، نرى ان الصورة تتحدث عن تمارين عسكرية، لمكافحة ما تحدث من أحداث كمظاهرات وغيرها.
وتحديدا هنا نرى في الصورة ان “قوات الشرطة تتمرن على كيفية المواجهة مع العرب ومظاهراتهم السلمية تحديدا” حيث نرى ان “المعتقليين الوهميين” في الصورة هما أناس غير مسلحين ويرتدون الملابس العربية والأخر واقع على الأرض ليس بيده أو حوله أي نوع سلاح، وبنفس الوقت نرى قوات الشرطة مسحلة وترتدي الزي المدني وتقود سيارة مدنية.
فهذه الصورة عبارة عن إعتراف واضح وصريح من قبل قوات الامن الايرانية بسلمية المظاهرات في الأحواز وعلى هذا الأساس تتم تمارين الشرطة لمكافحة الحراك السلمي وكيفية اعتقال المدنيين العرب في الشوارع.
وتاريخيا نرى أن حدثت في الأحواز مظاهرات سلمية وتم قمعها من قبل القوات الامنية الايرانية، وعلى وجه الخصوص مظاهرات الجماهير العربية في المحمرة وعبادان في عام 1979 ومظاهرات 1985 في الأحواز العاصمة ومظاهرات 2004 في الأحواز العاصمة وانتفاضة 15 أبريل/نيسان 2005 في كافة انحاء الأحواز، وكذلك المظاهرات السنوية في المدن والقرى الأحوازية في شهر نيسان من كل عام.
ترى من وراء كل هذا القمع؟
هل كما نرى في هذه الصورة أن قوات الشرطة وحدها هي المسؤولة عن القمع؟
فماذا عن الصور الأخرى في السنين الماضية منذ العهد الملكي حتى يومنا هذا؟
كيف تم تأسيس اول حزب ذات توجهات “نازية” في المحمرة أي في معقل الفكر والأدب ودار السياسة الأحوازية ومركز امارة عربستان ؟
لماذا دولة ايران في عهد الشاه أسست حزب “بان ايرانيست” النازي في المحمرة؟
ولماذا هذا الحزب النازي اليوم ينشط في الأحواز ولديه مواقع على شبكة الانترنت؟
ولماذا دولة ايران تعمل اليوم على تأسيس مؤسسات عسكرية – اقتصادية في الاحواز وتجهز الوافدين الى الاقليم بالسلاح والمعدات؟
وما هو الهدف ومن هم المستهدفين؟
يبدو ان الرد على الاسئلة السالفة يحتاج قراءة لتاريخ ايران الحديث بعيد 1925 وتترتب على كافة النشطاء الاحوازيين مسؤولية فهم واستيعاب تام لمجريات الامور في الاحواز وماحدثت من احداث على أرضهم بعيد الاحتلال الايراني.
ولكن بعجالة ونظرة سريعة نعرف جيدا ان اليوم توجد هناك عدة افواج ومليشيات عسكرية جاهزة لخوض معارك ضد العرب، تم تدريب هذه الافواج على يد قوات حرس الثورة، وعلى سبيل المثال يمكن لنا ان نتحدث ونتحقق أكثر عن “افواج عاشوراء” التابعة لقوات الباسيج. ضف على هذه الافواج، المستوطنين المتدربين على يد القوات العسكرية والأمنية.
وللتنويه؛ ان الصورة التي نرى فيها قوات الشرطة تتدرب على كيفية قمع العرب، هي عبارة عن تمرينات عسكرية في معسكر بالعاصمة الايرانية طهران، وليس في الأحواز، وهذا الموضوع يثبت لنا ان الدولة الايرانية برمتها تخطط وتستعد، وهي جاهزة لقمع العرب في الأحواز، وليس كما يعتقد البعض، ويحاول تبسيط الأمور، ويتحدث حول سوء الادارة من قبل مسؤولي الاقليم المنتصبين من قبل دولة الاحتلال، أو غيرها من دلائل لا لها صلة بالصدق والموضوعية.
وإرتداء الزي العربي من قبل “المتظاهرين الوهميين” في المعسكرات وإجراء تمارين عسكرية حول كيفية قمع المدنيين العرب هو دليل واضح على أن الايرانيين على الأبعاد الفكرية والنفسية ومن ثم العسكرية يستعدون لإرتكاب مجازر في الأحواز.
الصورة الأولى؛ تمارين الشرطة على قمع المتظاهرين العرب.
الصورة الثانية؛ عرض عسكري في عهد الشاه لـ “حزب بان ايرانيست” في معسكر القوات البحرية في عبادان. وساهموا اعضاء هذا الحزب واعضاء الجبهة القومية الايرانية (جبهه ملي ايران) واحزاب فارسية نازية اخرى بقتل العرب في عام 1979 بمدينتي المحمرة وعبادان.