نقلت الاستخبارت الايرانية في الاحواز السجين البارز في الحركة الطلابية الايرانيةوالناشط في الحركة الخضراء المعارضة و المحكوم بعشرة سنوات سجن بسبب نشاطاته السياسية، نقلته من سجن كارون سيء الصيت الى سجن سري تابع لوزارة الاستخبارات الايرانية في مدينة الاحواز العاصمة و ذلك للتحقيق معه بسبب دفاعه عن زميله في السجن الناشط العربي الاحوازي محمد علي العموري المحكوم بالاعدام في رسالة سربها من داخل سجن كارون بالاحواز و التي انتشرت بشكل واسع في الاعلام الايراني المعارض و لدى منظمات حقوق الانسان. اذ ينقل نبوي في الرسالة، حديث لمحمد علي العمورى حرفيا: ” كلما فكرت مع نفسي لا استطيع تقبل فكرة اعدامي! .. من الممكن ان اتقبل فكرة الموت بحادث سيارة او بواسطة المرض، لكن لا استطيع ان اقبل ان يفرض الآخرون الموت علي”.
ويصيف ضياء نبوي: عندما وصل كلام محمد علي لهذه النقطة ، خيّم صمت رهيب بيننا و استمرينا بالمشي فقط. وحول ما يجمعهما يقول ضياء نبوي : ” كانت لعبة الشطرنج تجمعنا .اذ يٌعد محمد علي افضل لاعب شطرنج أراه في سجن كارون حتى الان، و هذا ما جعلني ان اتفق معه منذ شهرين ان نلعب الشطرنج كل ليلة بعد العشاء . فماعدا ذكاء محمد علي في لعب الشطرنج، ماجذبني اليه طوال هذه الفترة، هي طريقة مواجهته للخسارة في الشطرنج. نوع من الانسحاب المشرف دون تبرير او انزعاج .الميزة التي لم اشاهدها لدى لاعبي الشطرنج الا قليلا.
كان من الواضح أن الطرف المقابل – اي محمد علي – كان يحمل في باطنه شيء ما و معاشرته لا تخلو من الفائدة .في احدى الليالي وبعد انتهاء لعبة الشطرنج، تناولنا الحديث عن تجاربنا في الحياة التي استمرت فيما بعد والى الان. طوال هذه الفترة تحدثنا حول مواضيع كثيرة كالحياة و الادب و الفلسفة و السياسة و الاخلاق و اشياء أخرى كثيرة، و الممتع في الامر انني لاول مرة في المنفى اشعر باني استمد العون من جزء من شخصيتي و كذلك ذاكرتي التي لم استخدمها الا حين الكتابة .هواية محمد علي هي الادب و له باع في كتابة القصص .، يدافع عن الفردانية والوحدة باعتبارها مصدرالابداع الفني. ويعتقد بان كل الاحداث الجميلة في الانسان مرتبطة بوحدته. رؤيته هذه تتداعى لي عندما أتمشى في باحة السجن وأراه جالسا في زواية ما و يدخن بطريقته المعهودة.
ثم ينفي ضياء عن التهم الموجهة لمحمد علي العموری و اصدقائه بتشکیل تنظيم انفصالي و مسلح في اقلیم الاحواز- عربستان مؤكدا: ” يقول محمد علي بانه لم يقم بعمليات عنف اطلاقا، وكل ما وُجهت اليه ولاصدقائه من تهم، لا اساس لها من الصحة، و يقول بان الاحداث المذكورة و المتهم بها، وقعت عندما كان لاجئا في العراق و معتقلا في السجون العراقية بسبب دخوله غير القانوني للبلد. ويضيف ضياء نبوي: ” يقول محمد علي بان الجهاز الامني و القضائي يرغبان في زجه بانشطة خاصة باصدقائه، وتصوير صداقاته على اساس انها علاقات تنظيمية. كما يرغبان ان يصنعا من هذه العلاقات، تنظيم انفصالي مسلح لا وجود حقیقی له.
يذكر أن محمد علي العموري من مواليد 1978، فی مدينة المحمرة ، أعزب ، خريج جامعة اصفهان الصناعية ، مهندس الموارد الطبيعية، كان يعمل مدرسا في المدارس الثانويه في مدينه الخلفية. وهو مدون و مؤسس مجلة التراث الطلابية في جامعة اصفهان، ومن مؤسسي مؤسسة الحوار الثقافية التي كانت تعمل في فترة الاصلاحات اي في عهد الرئيس السابق محمد خاتمي (1998 – 2005).وفي العام 2007 هرب الى العراق بعد اندلاع الانتفاضة العارمة في الاحوازعام 2005 وفرض النظام الايراني اجواء بوليسية وامنية، و حظره لكافة اشكال العمل السلمي. اذ ادت تلك الاجواء الى موجة اعدامات وقمع شامل للنشطاء السياسيين والمدنيين الاحوازيين.
ولذا قدم طلب محمد علي طلبا للجوء السياسي وتم قبوله كلاجيء من قبل المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في العراق، غير ان السلطات العراقية القت القبض عليه وحكمت عليه بالسجن لمدة خمس سنوات بسبب دخوله البلاد بشكل غير شرعي، وتم تسليمه للسطات الايرانية بتاريخ 13-1-2011 وتؤكد الوثائق الموجودة لدي قبول المفوضية السامية له كلاجئ سياسي، غيران الحكومة العراقية سلمته الى السلطات الايرانية خلافا لكل القوانين والاعراف الدولية، وهو يواجه حاليا خطر اعدام وشيك من قبل محاكم الثورة الايرانية حيث صادقت المحكمة العليا في ايران على حكم اعدامه.
في 9-1-2013 صادقت المحكمة العليا في طهران على حكم الإعدام الصادر ضد محمد علي عموري و زملاءه، هادي راشدي، وهاشم شعباني، وجابر آلبوشوكة، ومختار آلبوشوكة. ولقد اعتبرت الاجهزة الامنية والقضاء الايرانيين نشاطات مؤسسة الحوار الثقافية بانها معادية للامن القومي وعمل دعائي ضد نظام الجمهورية الاسلامية واعتبرت المؤسسسة بانها تنظيم انفصالي، وتحت التعذيب، ارغمت الناشطين الخمسة بالاعتراف بافعال لم يرتكبوها واتهمتهم بمحاربة الله و الرسول و الإفساد في الارض، وحكمت عليهم بالاعدام شنقا وهم معرضون لتنفيذ حكم الاعدام في اية لحظة.
وافاد موقع “كلمة” الناطق باسم الحركة الخضراء المعارضة في ايران ان ضياء نبوي تعرض للتعذيب في السجن السري التابع للاستخبارات في الاحواز لينفي ما كتبه في رسالته المسربة الى الخارج حول براءة محمد علي العموري من التهم الموجهة اليه غير ان ضياء نبوي رفض هذا الطلب. كما رفض محمد علي العموري الذي تم نقله ايضا الى سجن الاستخبارات السري في الاحواز رفض الطلب المماثل لنفي ما كتبه ضياء نبوي حوله وذلك رغم التعذيب في هذا السجن السري. وبعد ان خاب امل السجانين تم اعادة محمد علي العموري الى سجن كارون قبل ايام ومن ثم ضياء نبوي اليوم الرابع من ابريل/نيسان. اذ قضى ضياء نبوي اكثر من شهرين تحت التعذيب لنفي ما كتبه حول محمد علي العموري لكن دون جدوى.