اعترفت طهران رسميا وهذه المرة على لسان وزير الصحة في الدولة الفارسية؛ ان موضوع “تدمير البيئة وتلوث الهواء في الأحواز” بات يشكل خطرا كبيرا حيث بدأ يهدد حياة عامة الناس وكذلك له تأثيرات سلبية واسعة النطاق في البيئة قد تؤدي الى الدمار الشامل في المنطقة.
وخلال الاسبوع الماضي ما لا يقل عن الألف شخص هرعوا الى المستشفيات للبحث عن مساعدات طيبة نتيجة ضيق التنفس المتأثرة مباشرة عبر تلوث الهواء في الاقليم. وكذلك هروعوا الى مستشفيات الاحواز ما لا يقل عن الـ 5 الاف شخص خلال العام الماضي نتيجة هطول الامطار الحمضية وضيق التنفس.
يأتي اقليم الأحواز الواقع على الضفة الشمالية للخليج العربي والمحاذي مائياً للبحرين والكويت والسعودية والإمارات وقطر، يأتي ضمن مواصفات التلوث الخطير وأكثر بقاع العالم تلوثاً – حسبما تشير منظمة الصحة العالمية – نتيجة الانبعاثات الخطيرة الصادرة من الإقليم، ولعدة أسباب يتعمّد فيها النظام الإيراني تدمير البيئة في الأحواز بغية ترحيل السكان الاصليين من المنطقة أي الأحوازيين العرب.
ومن اسباب التلوث حسب خبراء البيئة:
– كثيراً من ينشأ التلوّث بالجسيمات الدقيقة من مصادر حرق الوقود، مثل محطات توليد الطاقة والمركبات المزوّدة بمحركات.
– ومن أهمّ العوامل التي تسهم في تلوّث الهواء الخارجي في المناطق الحضرية، في البلدان المتقدمة والبلدان النامية على حد سواء، وسائل النقل المزوّدة بمحرّكات والمصانع الصغيرة وغيرها من دوائر الصناعة، وحرق الكتلة الحيوية والفحم من أجل الطهي والتدفئة، فضلاً عن محطات توليد الطاقة باستخدام الفحم. ومن العوامل المهمة الأخرى التي تسهم في تلوّث الهواء، ولا سيما في المناطق الريفية أثناء الأشهر الباردة، حرق الحطب والفحم لأغراض التدفئة.
– إن تركيز الجسيمات الدقيقة العالقة في الأحواز بلغت 372 ميكروجراما في المتر المكعب بينما في” أولان باتور ”عاصمة منغوليا وصل إلى 279 ميكروجراما في المتر المربع وهذا يشير إلى الفارق الكبير والخطير في الوقت نفسه، الذي وصل إليه التلوث في الأحواز.
– تسبب تلوث الهواء الناجم عن ملوثات شركات كيماوية وبتروكيماوية ونووية في الأحواز بدخول آلاف الأشخاص من الأحوازيين إلى المستشفيات – وفقما تأكده الإحصائيات الرسمية وغير الرسمية هناك.
لم تبد السلطات الإيرانية كالعادة أية ردود أفعال حيال تقرير العام الماضي لهذه المنظمة الدولية المعروفة بنزاهتها ومصداقية تقاريرها رغم الصدى الواسع الذي لقيه الخبر في وسائل الإعلام، سوى تصريح غريب من قبل مسؤول رفيع في وزارة الصحة الإيرانية يعكس مدى استهتار الوزارة المعنية بصحة الإنسان بمتابعة تقارير خطيرة كهذه، حيث قال حينها مساعد وزير الصحة علي رضا مصداقي نيا، لوكالة فارس للأنباء التابعة للحرس الثوري: ”من نشر خبرا كهذا؟ أنا أسمع للمرة الأولى بمثل هذا الخبر! كنت في إجازة ولم أطّلع أصلاً على مثل هكذا تقرير ولا علم لدي بمثل تقارير كهذه!”.
إضافة إلى التلوثات البيئية التي تشهدها المنطقة، والأحواز على وجه الخصوص تعاني حالة الغبار الكثيف أثناء الصيف مصطحباً معه ذرات في غاية الخطورة على صحة الإنسان أغفلها تقرير منظمة الصحة، لكن الكثير من الخبراء في البيئة يعتقد أن أهم أسباب تصاعد ظاهرة الغبار في منطقة الخليج في السنوات الماضية، إضافة إلى التصحر نتيجة الحروب التي شهدتها المنطقة وعلى رأسها حرب الثماني سنوات بين العراق وإيران، وكذلك الجفاف هو تواطؤ النظام العراقي الجديد مع نظام الملالي لتدمير البيئة الخليجية والقضاء على الضرع والحرث في المناطق العربية في الأحواز ودول الخليج العربي.
ويتساءل هؤلاء: إذن لماذا كان النظام الإيراني يتعاون مع حكومة صدام حسين في رش الصحاري بالزفت عبر طائرات زراعية ولم يقم بهذا منذ سقوط النظام العراقي السابق رغم العديد من المطالبات والتحذيرات وتقديم الصحة العالمية القروض لإيران للقضاء على التلوث؟!
لم يخط النظام الإيراني خطوة واحدة من أجل تحسين وضع البيئة، بل حرص على تدميرها عاماً بعد عام رغم أنّ الدول الإقليمية الأخرى مثل ”تركيا ، السعودية و…”خطت خطوات في إطار الحفاظ على البيئة ووقعت اتفاقيات عدة للعمل البيئي المشترك حسب موقع السكينة الخليجي، فعلى سبيل المثال بادرت تركيا والسعودية برئاسة الصحة العالمية بمبادرة اشتركت فيها سورية والعراق من أجل القضاء على التصحر في السنوات الماضية، وكذلك بذل الكثير من الجهود من قبل بعض الدول في الشرق الأوسط للحفاظ على المياه وزيادة ميزانياتها للحفاظ على البيئة، لكن رغم ذلك ظلت إيران تتفرج وتقضي على ما تبقى من نخيل في الأحواز عبر تلويث المياه والسماء والأرض بملوثات عدة مثل (البتروكيماويات، مشروع قصب السكر الملوث للمياه، المفاعلات النووية الكارثية على البيئة و…)، وليس فقط أنها لم تشترك في مثل هذه المبادرات الرامية لإنقاذ البيئة من مخاطر جسيمة وحسب، بل إنّ الحكومة الإيرانية التي هي معنية أساسا بسبب دورها السلبي في القضاء على البيئة قامت بالقضاء على ما تبقى من مصادر تنقية البيئة.
التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز/ البيئة