وصلنا نبأ محاولة اغتيال الشاعر والناشط الوطني عزيز محسن الكناني بسبب اختلافات قبلية حيث بتبعه دارت نقاشات وسجالات بين المهتمين والناشطين حول الأسباب المؤدية لمثل هذه الحالات، ولا سيما في عدة حالات شاهدنا أنها طالت خيرة الناشطين والفاعلين الميدانيين، وما يؤسف أن الكثير تداولوا الشأن على صعيد فردي أو حتى قبلي أو مناطقي، بينما تجاهلوا الدور الرئيسي للعدو وأن هذه الإفرازات هي نابعة عن جهل مفتعل وأن النظام الإيراني من خلال إضطهاد الشعب وقمعه الشامل ولاسيما من خلال إنعدام التعليم وهبوط مستوى الوعي وتعطيل جميع قنوات تثقيف المجتمع وحظر كافة أشكال النشاط التربوي وتجويع المجتمع وفرض الضغوط المختلفة عليه وحرمانه من أبسط الخدمات والإمكانيات وبسبب التعتيم الإعلامي وتهميش الشعب هو المسبب الحقيقي والمسؤول الأول عن نشر الفوضى في الشارع الأحوازي. كما أصبح واضحا للقاصي والداني إهماله المتعمد ولامبالاته بمعالجة ملفات النزاعات القبلية وفتح الباب على مصراعيه حتى يشتد فتيل النزاعات ويتصارع المجتمع ببعضه وبهذا يضرب العدو عدة عصافير بحجر الجهل والفقر وهذان شرطان أساسيان لديمومة بقاءه ولاستمرار عمر إحتلاله للأحواز.
من المؤسف حقا أن البعض لايزال لم يدرك حقيقة الصراع القائم بالأحواز وأن كيف الإحتلال يستطيع من خلال الفقر والجهل تدمر حياة الشعب.
وجدير بالذكر ان عزيز محسن الكناني البالغ من العمر ٣٥ عاما هو شاعر ومخرج وإعلامي أحوازي، ومدير مؤسسة فنون الأحواز وأنتج عدة كليبات فنية، كما شارك في العديد من مهرجانات الشعر الشعبي في الأحواز وخارجها. يسكن في الأحواز العاصمة وتم أسره عدة مرات على يد إستخبارات الحرس الإيراني كان آخرها في انتفاضة 15 تموز 2021، وايضاً سبق وتم اعتقاله في 27 أغسطس 2017 على خلفية الدعوة لإحياء مناسبة عيد الأضحى المبارك.
أختم كلامي بمقولة للمفكر الأمريكي المعاصر ناعوم تشومسكي إذ يقول “إذا أردت السيطرة على شعب ما، فكل ما يجب عليك هو إغراقه في مستنقع الجهل”