كلمة مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات حول القضية الأحوازية
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات.. حسان القطب
خلال المؤتمر الذي عقده المركز في السابع من شهر شباط/فبراير في فندق اريفييرا تحت عنوان ..(اضطهاد الاقليات العربية.. الأحواز نموذجاً)..
تحية طيبة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نرحب بالسادة الحضور جميعاً ونشكر لهم مشاركتهم في مؤتمرنا هذا حول معاناة الاقليات العربية والاحواز نموذجاً
من لبنان، بلد الحريات بلد التعددية والديمقراطية
من لبنان، وطن التنوع والخلاف والاختلاف تحت سقف القانون واحترام الرأي الاخر
من لبنان، الوطن الصامد المقاوم لكل رياح الهيمنة والاستئثار والترهيب
من لبنان، المقاوم الذي صمد شعبه وناضل وجاهد ولا يزال، ضد الكيان الغاصب لأرض فلسطين والطامح والطامع في ارضنا ومياهنا وفي تفكيك دولتنا وضرب استقرارنا
من لبنان، العرب والعروبة وموطن كل عربي وبلد كل عروبي
من لبنان، الذي يقف الى جانب القضية الفلسطينية، القضية المركزية لهذه الأمة، وإلى جانب كل القضايا العربية واولها ثورة سوريا الأبية..
من لبنان، الذي لا يرضى ان يكون خنجرا في ظهر العرب، ولا منبراً للشتم والتهديد والتهويل بحق اخوانه العرب، مهما كان حجم وطبيعة الخلاف والإختلاف والتباين معهم
من لبنان، المكلوم والمجروح، الذي يعاني من فراغٍ رئاسي وتعطيل حكومي وتهميش نيابي
ومن هنا من بيروت العاصمة العربية التي صمدت في وجه الجيش الصهيوني وقاتلته بعنفوان وكرامة ووقفت في وجه الاحتلال الصهيوني فأخرجته بقوة السلاح
من بيروت، عاصمة الصمود والتصدي والتحدي، إلى جانب التنمية وإعادة البناء..
من بيروت، التي وقفت في وجه كل الهجمات ومحاولات التركيع والاذلال والسيطرة بقوة سلاح الميليشيات وابواق الفتنة
من بيروت، التي لا تزال تعاني من سلاح الميليشيات الطائفية
من بيروت، حاملة راية العروبة وقضايا العرب، التي لا ترضى ان تكون ساحة لتصفية الحسابات أو إطلاق الرسائل ضد العواصم العربية والشعوب العربية في مختلف الدول..
من بيروت، عاصمة الثقافة والتعددية والانفتاح والحوار والحرية والاعلام الحر والرأي الحر المسؤول
من بيروت، التي يحاول البعض ان يجعل من منابرها واعلامها في مواجهة مع إخوانها العرب واشقائها في كل العالم العربي، لعزل لبنان وعاصمته وشعبه وابنائه، عن محيطهم العربي وامتدادهم الطبيعي، وربطهم بدولة إيران.. في استنساخٍ واستكمالٍ للدور الصهيوني الذي فصل بين المشرق العربي ومغربه العربي
ماذا يبقى لنا من دور وحضور واحترامٍ إن اصبحنا في غربة عن اهلنا وعروبتنا، وفي خصام مع مجتمعنا العربي..؟؟
ما هو مستقبلنا نحن العرب في لبنان، إن قررنا ان نصبح ادوات في مشروعٍ إقليمي فارسي، يسعى لتشتيت العالم العربي، وتدمير حضوره وتقسيم شعبه، وزرع الفتنة بين مكوناته، كما يجري في العراق وسوريا واليمن والبحرين والمملكة العربية السعودية وهنا في لبنان..؟؟
ما هو مستقبل ابنائنا، إن تخاذلنا عن نصرة قضايانا المحقة وحملنا همومنا ورفعنا صوتنا وانتفضنا على من يسعى لجلدنا وتهميشنا وتهشيمنا..؟؟ واستسلمنا لهذا المشروع..؟؟
أي عربٍ نكون، إذا تجاهلنا أن مؤامرة حقيقية تستهدف استقرارنا واستهلاك ثرواتنا واستنزافها وتدمير بنيتنا التحتية، كما نرى ونشاهد بأم العين ما يرتكبه نظام الاسد في سوريا والنظام الطائفي في العراق.. والحوثي في اليمن..؟؟ ومن تعطيل للمؤسسات في لبنان لنصل الى مرحلة الاعياء والارهاق والتنازل والاستسلام..؟؟
إن النظام الصهيوني الغاصب لارض فلسطين، المدعوم دولياً، من الولايات المتحدة الأميركية وروسيا، الذي كان وما زال ولا يزال يمارس ابشع الجرائم بحق شعبنا الفلسطيني في ارض فلسطين المحتلة، والذي نواجهه كل يومٍ في مختلف الميادين لإحقاق الحق وإعادة الارض والشعب والحقوق المغتصبة لأهلنا في فلسطين وشعبنا العربي في تلك الارض المقدسة.. إن هذا الكيان قد استثمر في وجوده ودوره، انظمة حكمٍ في عالمنا العربي، ممارسةً الظلم باسم فلسطين، حتى ان النظام السوري الظالم قد اطلق اسم فرع فلسطين على أكثر فروعه المخابراتية إجراماً. وتوافق معه والى جانبه عدد من الميليشيات الطائفية المذهبية التي تمارس هواية الحصار والتجويع والتهجير في مضايا والزبداني واليرموك وغيرها وتهجير اهالي مدينة القصير ويبرود والطفيل، باسم الدفاع عن قضية فلسطين وحماية مشروع المقاومة..؟؟
إن ماساة فلسطين يجب ان لا تنسينا المآسي الأخرى التي يعيشها شعبنا العربي في مختلف البقاع والمناطق والدول..
لهذا جئنا هنا معكم وبكم، لنطلق مؤتمرنا الأول هذا، لكشف معاناة شعبنا العربي في مختلف الدول، واول الغيث هو إماطة اللثام والغطاء عن الظلم الذي يقع على شعبنا العربي في دولة إيران، فالشعب العربي في منطقة الأحواز العربية التي تسيطر عليها إيران بقرارٍ من الاستعمار البريطاني مطلع القرن الماضي، يعيش الظلم والقهر والاستبداد والتعذيب والاعتقال والتفريس والتجهيل ومصادرة الثروات والممتلكات وكم الأفواه ومنع الحريات والتعتيم على وجوده وحضوره ودوره..
وما محاولة دولة إيران بتغيير اسم الخليج العربي إلى الخليج الفارسي، سوى التعتيم على الوجود العربي على امتداد شاطيء الاحواز الذي يطل على الخليج العربي.. من الناحية الأخرى أي دول الخليج العربي، مما يجعله عربياً بل بحيرة عربية…لذا فإن مجرد الاعتراف او التسليم بان هذا الخليج هو فارسي، معناه ان الوجود العربي في منطقة الأحواز قد انتهى وتمت تصفيته لصالح منطق التفريس..
ملايين العرب يعيشون في منطقة الأحواز يعانون من التهميش والمعاملة المهينة والاستعلاء الفارسي على كل ما هو غير فارسي، وما يعاني منه إخواننا العرب في الأحواز تعاني منه كل الاقليات الأخرى في ايران، وما محاولة ايران باستدراج عروض الزيارات إلى طهران لبعض اتباعها واستصدار تصريحات وبيانات منهم عن الحريات والمعاملة بالمثل والمساواة، وعدم التمييز في ايران، إلا محاولة لتغطية التهميش والاقصاء الذي تعاني منه كل الأقليات في ايران، العربية منها وغير العربية…وواقع بلوشستان وأذربيجان وجبال الكرد ينطق عن هذا الواقع بقوة..؟؟
إن نظرة إيران إلى العرب سواء في الأحواز أو في الدول العربية المحيطة بها، هي نظرة شاهنشاهية استعلائية، مرتبطة بالفكر التوسعي الامبراطوري التاريخي لدولة فارس، والتي قضى عليها العرب إبان عهد الفاروق عمر بن الخطاب، وإيران التي لا زالت تحمل في ثقافتها هذا الألم القومي المجبول بالهزيمة التاريخية التي قضت على دورها وهيمنتها واستعبادها واستعمارها لمحيطها..؟؟ لا تزال تحلم باستعادة هذا الدور مستغلة الفكر الديني المذهبي التكفيري لتغطية مشروعها القومي الفارسي، مستغلةً المشاعر الدينية لتعميق الانقسام في مجتمعنا العربي، والتسلل إلى نسيجنا العروبي، عبر تزخيم المشاعر الدينية لإعادة انتاج حلفاء لها في وسط مجتمعاتنا.. وبعبارةً اخرى انتاج فصائل مؤيدة لها وتابعة لادارتها وتخدم استراتيجيتها وطموحاتها للوصول الى شاطيء المتوسط، تماماً كما كان دور (المناذرة العرب) الذين تحالفوا تاريخياً مع أكاسرة بلاد فارس قبل الاسلام…؟؟ ودور حزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، والميليشيات المستحدثة في سوريا، والحوثيين في اليمن، يطابق تماماً دور المناذرة التاريخي..؟
إن الإضاءة على معاناة شعبنا العربي في منطقة الأحواز تكشف خداع هذا النظام الفارسي، الذي يتخذ من الدين والمذهب ستاراً لإخفاء دوره وطموحاته وظلمه وجبروته وتعسفه.. كما أن الوقوف الى جانب اهلنا في الأحواز، هو بهدف وقف الظلم الذي يلحق بهم نتيجة انتمائهم العربي والتزامهم بهويتهم رغم تعدد انتماءاتهم الدينية التي لم تضعف شعورهم العربي، ولا حتى ارتباطهم بقضايا الامة العربية واولها قضية فلسطين..
إن التضامن العربي، والتعاون العربي، لمواجهة كافة ما يواجه امتنا من تحديات ومخاطر وحده الكفيل بوأد الفتن وهزيمة المتآمرين ودحر المؤامرات. من فلسطين إلى الأحواز مروراً بكل العواصم العربية التي اعلن احد قادة الحرس الثوري احتلالها والهيمنة عليها ومن بينها عاصمتنا الحرة دائماً بيروت….
نأمل من خلال هذا المؤتمر ان نضيء على معاناة عرب الأحواز، وكشف معاناتهم والوقوف الى جانبهم لتحقيق العدالة والحرية ولنطلق مشعل التأييد والتواصل مع هذا الشعب المظلوم، ولكشف كل ما يخفيه النظام الإيراني عن القهر والألم الذي يعيشه الشعب العربي في الاحواز. حتى لا تتكرر مأساة فلسطين في سوريا وكل بلدٍ عربي وإقليمٍ عربي..
المصدر: المركز البناني للابحاث والاستشارات