في ذكرى مرور 17 عاما على أسر البطل حمزة لفتة الساري
ولد حمزة في تاريخ 1990/1/12 وتم أسره برفقة شقيقين له هما محمدعلي وجعفر، في 2005/9/2 ، عندما كان طالبا مراهقا في المرحلة الثانوية من الدراسة أي عمره دون ال 16 عاما في عنفوان العمر وعيونه ترنو إلى مستقبل مشرق، غير أن كان العدو يخطط ليس لعدم نجاحه فحسب بل كان لا يرغب أن يبقى حيا. كانا أشقاء حمزة الإثنين معلمين وقد بادرا بتأسيس مؤسسة ثقافية في منطقة “كوت عبدالله” إلا أن العدو لا يطيق أن يرى حراكا ثقافيا أو علميا لتنمية الشعب الأحوازي وكل مساعيه أن يبقيه أميا ومتخلفا.
فلقد قام باحتجاز الإخوة الثلاث وآخرين من رفاقهم من تلك المنطقة. وقام بتلفيق اتهامات زائفة ضدهم عنونها ب”محاربة الله والرسول، والعمل ضد الأمن القومي” وأصدر حكم الإعدام بحقهم وتم تنفيذه بحق أشقاء حمزة في تاريخ 2007/9/11 ولكن حمزة تغير حكمه من الإعدام إلى السجن المؤبد.
قضى حمزة بداية أسره 5 شهور في زنزانة المخابرات الانفرادية في الأحواز وقد تعرض لأقسى العقوبات الجسدية والنفسية ثم تم نقله إلى سجن مخابرات شيراز وقضى هناك 3 شهور ثم أعادوه لمخابرات الأحواز وبعد أسابيع قليلة أحضروه في الشعبة 3 لمحكمة الثورة ولم يرى القاضي سوى 5 دقائق كما كان هناك شخص آخر يدعى عطاشنة فلم كان يعلم حمزة بأن اليوم سيكون موعدا لمحاكمته لاسيما وأن يتم نقل جميع الأسرى من الزنزانة حتى المحكمة معصوبي العيون ولم يعلم بأن عطاشنة هو المحامي التسخيري الذي تم اختياره من قبل المحكمة ولم يلتقي به من قبل وكذلك المحامي أيضا لم يسمح له بقراءة الملف ولا يعلم أي شيء عن لائحة الاتهامات.
تم إبلاغ حمزة بمشاركته في انتفاضة 2005 في كوت عبدالله ولذلك طلب المدعي العام من المحكمة عقوبته بشدة. قد إطلع حمزة بأن الاتهامات الواردة في اللائحة وجهت نحو جميع الرفاق الذين كانوا معه بنفس الملف. وأمهله القاضي شعباني بأن يدافع عن نفسه في غضون 5 دقائق فقط، في الوقت ذاته طلب المحامي من القاضي بأن يسمح له بفتح الملف وقراءته فتمت الموافقة الشكلية على الطلب.
لكن المفاجئة، بأن تمت عودة حمزة وباقي الأسرى إلى زنزانة المخابرات وفي مساء نفس اليوم أعادوهم مرة ثانية إلى المحكمة معصوبي العيون وأخذوا منهم توقيعات على مجموعة من الأوراق دون أن يسمحوا لهم بقراءة ما فيها. وفي اليوم التالي تم نقلهم إلى سجن كارون كما أبلغتهم المخابرات بإصدار حكم الإعدام بحقهم جميعا ماعدا الأسير علي الحلفي( الذي حكم عليه بالسجن مدى 30 عاما وتم نفيه إلى سجن كناباد)، وقد كانت هذه المرة الأولى التي يلتقي الأسرى بالبعض بعد فترة 9 شهور قضوها في زنازين المخابرات.
قضى حمزة 8 أعوام في سجن كارون ومن ثم نقل إلى سجن شيبان فبقى عدة شهور وبعد ذلك نفي إلى سجن رجائي شهر في مدينة كرج بالقرب من طهران.
لقد عاش حمزة أكثر من نصف عمره في السجون وقد تعرض طيلة هذه السنين إلى أقسى العقوبات والتعذيب الجسدي والنفسي، كما حرم كل هذه السنين من أي إجازة حتى لتلقي العلاج بالرغم من أنه يعاني من الانسداد في شرايين القلب ومشاكل في الرئة والركبة.
وجدير بالذكر أن بعد متابعات مكثفة لمحامين إثنين وبعد إعادة كتابة وإصلاح قانون العقوبات في إيران عام 2015، قد تبين أن اتهام المحاربة والإفساد في الأرض لن يصدق على طبيعة نشاط حمزة وكل رفاقه، كما سقط عنوان هذا الإتهام من لائحة اتهاماته، وتم وضع حكمه في شمول دائرة اتهام “البغي” حسب ادعاء المحكمة وقد تكون أقصى وأشد عقوبة لهذا النوع من الإتهام هي السجن لمدة 15 عاما وينبغي أن يتم إفراجه، بينما رغم مرور أكثر من 16 عاما على أسره لا يزال يقبع في السجن.
نقلا عن سجين يدعى سهيل العربي الذي رافق حمزة في سجن رجائي شهر يقول عنه:”إن حمزة رمزا للصمود والاستقامة وإنه بعد قضاء فترة طويلة في السجن لايزال يتمتع بالحيوية ويواصل دراسته حتى حصل على شهادة توفل باللغة الإنجليزية وأيضا يجيد الفرنسية بطلاقة ومنشغل بتدريس اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية للسجناء وأنه يقرأ في حقول السياسة والفلسفة كما أنه يمارس الرياضة ويتمتع بأخلاق عالية ويتحلى بالتضحية والإيثار”.