مشاركة النشطاء الأحوازيين في الدورة السابعة عشرة لمنتدى الأمم المتحدة لشؤون الأقليات
جنيف، 28-29 نوفمبر 2024
شارك نشطاء أحوازيون في فعاليات الدورة السابعة عشرة لمنتدى الأمم المتحدة الخاص بشؤون الأقليات، الذي انعقد في مقر الأمم المتحدة بجنيف يومي 28 و29 نوفمبر 2024. وركز المنتدى هذا العام على تعزيز إدماج الأقليات القومية والعرقية والدينية واللغوية من خلال تمثيلها الذاتي في الحياة العامة والسياسات والخطابات.
ناقش المنتدى أربع أجندات رئيسية شملت:
-
تمثيل الأقليات في الحياة العامة.
-
تمثيل الأقليات في التعليم.
-
تمثيل الأقليات في وسائل الإعلام، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي.
-
تمثيل الأقليات في الفن والثقافة.
مشاركة الأحوازيين في المنتدى
شهدت الفعاليات حضورًا مميزًا للنشطاء الأحوازيين الذين قدموا سبع مداخلات موزعة على الأجندات المختلفة، مسلطين الضوء على الانتهاكات المستمرة التي يعانيها الشعب الأحوازي في ظل الاحتلال الإيراني.
1)تمثيل الأقليات في وسائل الإعلام والفضاء العام
قدم عبدالرحمن الحيدري، ممثل التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز، مداخلة حول تهميش العرب الأحوازيين في الإعلام الإيراني. وأوضح أن العرب الأحوازيين يُحرمون من التمثيل الإعلامي ويُمنعون من التعبير عن هويتهم، بينما يُستخدم الإعلام كأداة للعنصرية ومعاداة العرب. ورغم محاولة مندوبة النظام الإيراني مقاطعة مداخلته، إلا أن إدارة المنتدى سمحت له بإكمال خطابه، الذي تطرق فيه إلى القمع الإعلامي وبث الاعترافات القسرية للسجناء الأحوازيين.
2) تمثيل الأقليات في التعليم
شارك عدد من النشطاء الأحوازيين في مناقشة القضايا التعليمية، أبرزهم:
-
فيصل مرمضي: ممثل المركز الأحوازي لحقوق الإنسان، لفت في خطابه انتباه المجتمع الدولي إلى السياسات الإيرانية التي تستهدف الهوية الثقافية واللغوية للشعب العربي الأحوازي. وأشار المتحدث إلى أن هذه السياسات تأتي ضمن حملة منهجية تشمل التمييز العنصري، التهجير القسري، وطمس الهوية الثقافية للأحوازيين، مؤكدًا أن النظام التعليمي الإيراني يُستخدم كأداة لتكريس الفكر الشوفيني الفارسي وتشويه تاريخ الأحواز.
-
عبدالله عبدالرحمن: ممثل منظمة “شباب يبحثون عن الحياة”، الذي ألقى كلمة حول معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة، مشيرًا إلى التمييز المزدوج الذي يواجهه الأشخاص من الأقليات غير الفارسية. وأكد أن النظام التعليمي لا يعكس هوياتهم ولا يلبي احتياجاتهم.
-
حكيم الكعبي: ممثل المنظمة الأحوازية للدفاع عن حقوق الإنسان، الذي سلط الضوء على فرض التعليم باللغة الفارسية على الأطفال الأحوازيين، مما يؤدي إلى زيادة نسب ترك الدراسة.
-
منصور حبيب سلمان، مندوب منظمة مسارات العدالة، تحدث عن التمييز التعليمي الذي يواجهه الأحوازيون. في كلمته، قال سلمان:
-
“رغم أن المادة 15 من الدستور الإيراني تضمن التعليم باللغة الأم، إلا أن هذا الحق لم يُفعّل منذ 45 عامًا. يعاني الطلاب الأحوازيون من التهميش، حيث تُفرض اللغة الفارسية عليهم، ويتم تجاهل ثقافتهم وتاريخهم. ندعو المجتمع الدولي لدعم نضالنا من أجل تعليم شامل وعادل باللغة العربية.”
3) تمثيل الأقليات في الحياة العامة
تحدث حسن علوان، ممثل منظمة كارون الثقافية، عن طمس الهوية الأحوازية من خلال تغيير أسماء المدن وتجاهل التاريخ الثقافي والسياسي للشعب الأحوازي. وطالب بضرورة تمثيل الأقليات بشكل عادل في الحياة العامة.
-
مشاركات عن بُعد
شارك عدد من النشطاء الأحوازيين في فعاليات المنتدى من خلال إرسال مقاطع فيديو مسجلة، كما كان الحال في السنوات الثلاث الماضية. إلا أنه، بسبب ضيق الوقت وكثرة المشاركين حضورياً، لم يتم عرض هذه المقاطع خلال المنتدى. وقد وعد القائمون على المنتدى بنشرها لاحقاً عبر موقع الأمم المتحدة.
وشملت المشاركات المسجلة:
-
مهدي الهاشمي ممثلاً عن المصدر الأحوازي (Ahwazi Source).
-
طارق جاسم ممثلاً مركز الأبحاث للدراسات الشعوب الأصلية والإثنية (RIES)،
-
حبيب قاسم ممثلاً عن المركز الثقافي الأحوازي في فرنسا.
-
فاطمة الموسوي ممثلة عن مؤسسة صوت العدالة (Voice of Justice).
مشاركة في الندوات الجانبية
على هامش المنتدى، شارك عبدالرحمن الحيدري في ندوة ناقش خلالها معاناة الشعب الأحوازي في ظل الاحتلال الإيراني، مسلطًا الضوء على القمع الممنهج وحرمان الأحوازيين من حقوقهم الأساسية.
أهمية المشاركة في المنتدى
تأتي مشاركة النشطاء الأحوازيين في المنتدى كخطوة مهمة لإيصال صوت الشعب الأحوازي إلى المجتمع الدولي، وتسليط الضوء على الانتهاكات التي تمارسها السلطات الإيرانية. ويتم رفع توصيات المنتدى إلى المقرر الخاص بشؤون الأقليات، الذي يرفع بدوره تقارير دورية للجمعية العامة للأمم المتحدة، مما يعزز من فرص تحقيق الضغط الدولي على النظام الإيراني لإنصاف الشعب الأحوازي.
يُعقد المنتدى الأممي لشؤون الأقليات سنويًا في أواخر شهر نوفمبر بمقر الأمم المتحدة في جنيف، مع فتح باب التسجيل عادةً في منتصف شهر أكتوبر. ندعو جميع التنظيمات الأحوازية والمنظمات الحقوقية إلى اغتنام هذه الفرصة للمشاركة الفاعلة في هذا الحدث الدولي المهم. كما نؤكد استعدادنا الكامل لتقديم الدعم والمساعدة لكل من يرغب في التسجيل والحضور.
ختام
أكد المتحدثون الأحوازيون على ضرورة دعم المجتمع الدولي لحقوقهم، بما في ذلك حقهم في التعليم بلغتهم الأم، وتمثيلهم العادل في المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية. كما شددوا على أهمية احترام حق تقرير المصير للشعب الأحوازي ووقف سياسات القمع المنهجي التي يتعرضون لها.
كانت المشاركة الأحوازية في المنتدى خطوة بارزة نحو تسليط الضوء على معاناة هذا الشعب، وإبراز التحديات التي تواجهه على المستويين الوطني والدولي.
التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز