نظمت الدولة الايرانية برامج سياسية واجتماعية كبيرة وذلك بهدف طمس عروبة الأحواز وخطف كافة ثمار هذا الاقليم الغني بالخيرات والثروات الطبيعية بغية توظيفها في المقاطعات الفارسية. ما يأتي هنا تقرير ملخص عما دار في الأحواز ضمن سلسلة برامج عدائية وخارجة على القانون الدولي حيث يطمح معديها و منفذيها الى التطهير العرقي التام واستبدال العرب بغيرهم من الوافدين وانصهار المنطقة في بوتقة التفريس.
مشاريع البترول في فترة 1925- 1955:
بدأت المرحلة الاولى من التأريخ الاحتلالي الايراني في الأحواز بتطوير مصفاة عبادان في الثلاثينيات من القرن المنصرم حيث اصبحت هذه المؤسسة اكبر مصفاة للنفط في الشرق الاوسط. وبعيد هذا التطور الصناعي الاستعماري بدأت موجة كبيرة من الهجرة حيث دخل حينها الى الأحواز 364 الف مهاجر غير عربي وذلك ما بين اعوام 1925 حتى 1956 ميلادي وبموازاتها خرج من الاحواز اكثر من 190 الف نسمة متوجها نحو الاقاليم الايرانية وذلك حسب برنامج تغيير التركبية السكانية لصالح الوافدين من الفرس.
تركزت معظم هذه الهجرة في مدينة عبادان حول المنشأت النفطية بحيث وصل عدد سكان عبادان في عام 1956 الى 226 الف نسمة، 85 بالمائة من المهاجرين قد أتوا من المحافظات الفارسية مثل اصفهان ويزد وفارس. ازداد عدد سكان عبادان الى 294 الف نسمة مع حلول عام 1976 ميلادي.
فترة ما بعد الحرب العالمي الثاني:
المشاريع الزراعية والصناعية والادارية والعسكرية في فترة ما بين اعوام 1950 – 1979
ركزت الدولة الايرانية برنامجها الأول والثاني لتنمية البلاد على الاقليم الاحواز حصرا حيث استثمرت 92 بالمائة من ميزانية البرنامج الثاني في الأحواز وانفقت هذه الاستثمارات لتطوير المنشأت النفطية والبتروكيمياوية والزراعية.
تلتها الورقة الاخرى من برنامج تغيير التركبية السكانية حيث جاءات بالتركيز على الاستثمارات في مجال استخدام الثروة الزراعية وانشاء مشاريع قصب السكر في الخمسينات من القرن الماضي كمشروع قصب السكر في السبعة (هفت تبه).
وكذلك ضمن البرنامج الاول لتنمية البلاد(1948 – 1955) تم انشاء مصنع السكر “كارخانه قند” في عام 1951 وبدء بالعمل التجريبي لزراعة قصب السكر ومن ثم الشروع في البرنامج الثاني لتنمية ايران(1955 – 1962).
واستمر مشروع قصب السكر في السبعة في عام 1955 و بعد ستة سنوات في عام 1961 بدء عمل هذا المشروع وتأسست مصانع السكر المرتبطة بهذا المشروع في السنين اللاحقة.
كما في اطار البرنامج الثاني للتنمية تم تدشين سد الدز على اعلى نهر الدز في شمال مدينة دزفول في عام 1962 وتم تأسيس شبكة الري التابعة التي تقدر مساحتها بـ 22 الف و 500 هكتار حيث استخدم النظام الايراني هذه الفرصة وبعد مصادرة اراضي المزارعين العرب تمكن من انشاء مشاريع زراعية كبيرة في شمال الاحواز تعرف اليوم بشركات زراعية وصناعية كـ: ايران – كاليفرنيا و شل وهاوائي وغيرها من شركات متعددة الجنسية (تم تغيير اسماء هذه الشركات بعيد ثورة 1979 الى ؛ شركة بهشتي و شركة رجايي ومؤسسة صبيري ومركز تحقيقات كشاورزي و غيرها من مؤسسات زراعية عملاقة في شمال الأحواز).
وجاء بعد هذه الأحداث تنفيذ ما يعرف ب “قانون اصلاحات ارضي” أي قانون الاصلاحات الزراعية في عام 1962 حيث تسبب هذا الحدث بتقسيم اراضي الاقطاعيين بين الفلاحين، أحوازيا كانت لهذا الحدث نتائج عكسية حيث الفلاحين العرب وفي ضل عدم وجود أي مؤسسة مالية داعمة لهم، لم يتمكنوا من الاستثمار في اراضيهم عبر الزراعة فاجبروا على بيعها الى النظام الايراني وبأسعار بخسة وهاجروا الى أحياء البؤس والفقر في هوامش المدن وهكذا تم تأسيس مشاريع زراعية عملاقة على حساب المواطن العربي في شمال الاحواز وتحديدا على ضفتي انهر الدز وكارون.
كما ضمن البرنامج الثاني تم انجاز مشروع دراسي لإنشاء 13 سد كبير على انهر اقليم الاحواز ولكن لم ينجز النظام الملكي عدا سدود الدز و كارون الاول حتى نهاية حكم الشاه في عام 1979.
ومابين اعوام 1962 – 1972 وفي اطار البرامج التنموية الثالثة(1962 – 1967) والرابعة للبلاد(1968 – 1972) تم انشاء المصانع التالية:
مصنع السكر في السبعة (کشت و صنعت هفت تپه) ومصفاة السكر في الدغاغلة (تصفیه شکر اهواز) والشركة الوطنية لصناعة الصلب (گروه ملی صنعتی فولاد) ومصنع الأنابيب في الأحواز (نورد لوله اهواز ) وبتروكيمياويات عبادان(پتروشیمی آبادان ) وشركة باسارجاد (شرکت شیمیایی پاسارگاد),ومجمع الرازي للبتروكيمياويات (مجتمع شیمیایی رازی) ومصنع بارس لإنتاج الكاغد في السبعة (کاغذ پارس هفت تپه).
ومابين اعوام 1972 – 1982 وفي اطار البرامج التنموية الخامسة(1973 – 1977) والسادسة (1978 – 1982) للبلاد تم انشاء المصانع التالية:
شركة كارون الصناعية الزراعية في تستر (شرکت کشت و صنعت کارون) ,ومصنع باب هاني للإسمنت (کارخانه سیمان بهبهان) وشركة فارست (شرکت فارسیت اهواز) ومجمع فارابي للبتروكيمياويات (مجتمع پتروشیمی فارابی) ومجمع صناعة الصلب في الأحواز وكافيان و سبنتا وغيرها من شركات صناعية.
كما تم البدء في انشاء مشروع كارون لقصب السكر في تستر في عام 1974.