تتزايد الاحتجاجات على عدم التكافؤ بين اللغة الفارسية وبين لغات الشعوب غير الفارسية في ايران ويطالب ابناء القوميات الآذرية والكردية والعربية والبلوشية والتركمانية بالتكافؤ بين اللغة الفارسية ولغاتهم المضطهدة، اذ يشكل المتحدثون بهذه اللغات نحو 60 في المئة من سكان ايران.
وفي العام 1999 حددت منظمة الـ”يونيسكو”، يوم 21 شباط (فبراير) من كل عام يوما عالميا للغة الام.
واخذت الشعوب غير الفارسية تحتفل بهذا اليوم داخل ايران وخارجها ويبدي ابناؤها استياءهم واحتجاجهم على تهميش لغاتهم بل ومحاربتها من قبل القومية الفارسية المهيمنة خلال تسعة عقود اي منذ وصول العائلة البهلوية الى سدة الحكم في اوائل القرن الماضي. وتنشر العشرات من المقالات والملاصق المعبرة عن اهمية هذا اليوم وتقام الاحتفالات بهذه المناسبة، منها ما قامت به السبت الماضي، مراكز ثقافية ومجموعات مدنية تنتمي الى كافة الشعوب الايرانية في لندن.
جامعيون اذريون يطالبون بالحقوق الثقافيةوقد نشرت الصحف الايرانية اليوم رسالة مفتوحة وقع عليها نحو 600 مدرس وطالب جامعي من القومية التركية الآذرية يطالبون فيها باحقاق الحقوق الثقافية واللغوية للقوميات غير الفارسية في ايران.
وذكرت الرسالة الموجهة الى اكبر الصحف الايرانية: “كما تعلمون انتم الصحافيون ان لبلادنا حصة كبيرة من مجرة اللغات في العالم، حيث يفكر ويتحدث الالوف من البشر بلغات متعددة في ايران. وتعلمون جيدا ان لكل من هذه اللغات بحراً مختزناً من الرصيد التاريخي والثقافي. فلاحاجة للحديث عن حرمان المتكلمين بهذه اللغات واصحاب هذه الكنوز الانسانية، لكننا نقول بينما كان من الممكن ان يفتح التعليم والتدريس بهذه اللغات واستخدامها نافذة واسعة من اجل غناء ثقافتنا، فاننا نضطر للتعليم بلغة واحدة والكتابة بها (الفارسية) ويتم اهمال التعليم باللغات الاخرى والحفاظ على تراثها وثقافتها، بل ويتم تهميشها”.وناشدت الرسالة الصحف الفارسية العودة الى العدالة والقيم الانسانية الاصيلة قائلة: “تستطيعون بنشر هذه الرسالة ان تعلنوا براءتكم من التهميش والاضطهاد الرائج خلال العقود الماضية”.
العربية الثانية في الدستور ومقموعة في عربستان ينص الدستور الايراني على ان اللغة العربية هي اللغة الثانية في البلاد وذلك لاهميتها الدينية، غير ان السلطة المركزية التي يهمين عليها الفرس في طهران لا تريد العربية الا من اجل ترويج الادبيات الدينية والادعية وما شابه ذلك. اذ انها تضرب بيد من حديد كل من يطالب بصحف عربية في اقليم عربستان او تدريس اللغة العربية في الابتدائية لملايين اطفال العرب الاهوازيين. ويرزح العشرات من المناضلين العرب والاذريين والقوميات الاخرى في السجون الايرانية ليس لسبب الا مطالبتهم بتعليم لغة الام لابناء القوميات غير الفارسية في المدارس.ويشكل العرب نحو 8 في المئة، والاتراك الآذريين 30 في المئة، والاكراد 12 في المئة، والبلوش نحو 4 في المئة، والتركمان 3 في المئة من عدد سكان ايران والجميع محرومون من ادنى حقوقهم اللغوية والثقافية. بل ويستخدم النظام الايراني اموال النفط المستخرج من اقليم عربستان لمكافحة هذه اللغات والثقافات غير الفارسية في ايران ومن اجل ترويج اللغة الفارسية في افغانستان وطاجيكستان والمذهب الشيعي في العالم العربي والاسلامي. وفيما يسمح الكيان العنصري الاسرائيلي للاقلية العربية بتعليم لغتها الام في المدارس الابتدائية والثانوية ونشر الصحف بل وتشكيل الاحزاب العربية في اسرائيل، يمنع النظام الديني الاستبدادي في ايران، العرب وسائر الاقليات الاثنية والقومية من هذه الحقوق المصرح بها في القوانين الدولية، بل ولم يقم بتطبيق المادة 15 من دستور الجمهورية الاسلامية والتي تنص على ضرورة تدريس لغات القوميات غير الفارسية وآدابها، الى جانب الفارسية في المدارس الايرانية.
رسمية اللغة الفارسية والمذهب الشيعيبالرغم من ان الفرس لا يشكلون الا نحو 30 – 40 في المئة من سكان ايران، فان اللغة الفارسية تعتبر اللغة الرسمية للبلاد وفقا لدستور الجمهورية الاسلامية الايرانية، وينتهك هذا بشكل صارخ الحقوق اللغوية والثقافية للقوميات غير الفارسية التي تشكل اكثر من 60 في المئة من سكان ايران.ومنذ تدشين الامبراطورية الصفوية قبل 5 قرون وحتى الان، تشكل اللغة الفارسية والمذهب الشيعي القطبين الاساسيين للدولة الايرانية والسلطة الحاكمة فيها، واصبح النفط وامواله الوقود المحرك لهذين القطبين منذ التنقيب عنه في اقليم عربستان اوائل القرن العشرين.وتطالب الاحزاب والمؤسسات المدنية للشعوب غير الفارسية بالغاء رسمية اللغة الفارسية والمذهب الشيعي في ايران والاعتراف برسمية كل لغة ومذهب حسب المنطقة التي يشكلان فيها الغالبية. اذ يعد الاسلام دينا لغالبية الساحقة من الايرانيين.
المصدر: القدس
تنويه؛ جاءات في النص الأعلى تسمية (عربستان) أي الأحواز العربية المحتلة وكذلك تم نشر المادة نظرا لأهمية الموضوع.