من المعروف ان من تخصصات السياسة الفارسية هو حرف مسار اتجاهات نضال الشعوب وإجهاض مساعي التنظيمات عبر اصطدامها ببعض وكذلك استخدام التخلف الإجتماعي وبعض المشاكل مابين الأفراد بغية الحط من مستوى نضال شعبنا الأبي وإجهاض مساعيه الرامية للتخلص من الإحتلال.
تطور عمل المخابرت الفارسية وأخذ طرق خطيرة جدا لاسيما في غياب التحليل السياسي والتعامل الموضوعي لدى التنظيمات الأحوازية مع ما يحدث على أرض الأحواز وخارجها ، حيث يدفع ثمنه المواطن الأحوازي حتى يتم انحراف مسار كفاح الأحوازيين وتجهض مساعي الجميع، لصالح الدولة الفارسية.
على مستوى الشرق الأوسط نرى اليوم ان دولة ايران اصبحت حصان طروادة للصهاينة وتعمل لصالح الصهيونية العالمية عبر تفتيت المجتمعات العربية حيث يترجم عملها في تغيير التركيبة السكانية في العراق وسوريا ولبنان واليمن عبر مشروعها المعروف، مستخدمة الإرهاب والطائفية والتخلف الاجتماعي والفقر وعدم التنمية المستدامة في العالم العربي.
وفي الأقاليم المحتلة وعلى وجه الخصوص في الأحواز نرى أن هناك يتم استخدام الدم الأحوازي لمشاريعها القذرة والخطيرة. وخلال الايام الماضية تم استهداف بعض الزوار الاحوازيين حوالي مدينة الحلة العراقية حيث قتل أكثر من 80 مواطن أحوازي وكالعادة تبنى الحدث تنظيم داعش الارهابي ولكن حقيقة الأمر ليس كما أعلن من قبل ايران ومن قبل داعش في ان واحد.
ان حدث الحلة هو عبارة عن خطة فارسية مدبرة لصالح طهران والتي دفع ثمنها الاحوازيين على المستوى الانساني وكذلك على المستوى السياسي.
على المستوى الانساني؛ راح ضحية تفجير الحلة اكثر من ثمانون مواطن احوازي وجرح عدد كبير أخر وفي هذ السياق تدمرت اكثر من ثمانين عائلة احوازية عبر فقدان اعضائها في الحدث. وعلى المستوى السياسي تريد ايران عبر صناعة هذا الحدث ان تحرف مسار الرأي العام الأحوازي المتعاطف مع العالم العربي السني، وتحرف مساره عبر قتل الأحوازيين في حادث مفبرك باسم داعش، وكذلك تريد ان تعلن للعالم العربي السني المتعاطف مع شعب الأحواز ان الأحوازيين جزء من المشروع الفارسي الصفوي. بينما يعرف جميع الخبراء ان الاحواز وشعبها على مر التاريخ منذ احتلالها ليومنا هذا لم تكن يوما تتعاطف مع اي مشروع طائفي، ونضال الاحوازيين هو نضال قومي عروبي تحرري. وأن كان هناك بعض الهتافات تصدر من قبل البعض انما هي هتافات ليس لها ثمن سياسي واصالة سياسية على الاطلاق.
تريد ايران أن تقول للأحوازيين عبر تفجير الحلة التي دبره جهاز مخابراتها؛ هذا هو العالم السني وهؤلاء هم العرب الذين قتلوا ابنائكم، ومن جهته تبنى داعش الحدث بتنسيق مع ايران. كذلك تريد طهران عبر استخدام هذا الحدث المدبر كي تشحن الضمير الأحوازي وتعمل على تجييش الاحوازيين بشكل طائفي وتصنع رأي عام احوازي متعاطف مع سياسات طهران عبر اقامة مواكب ومجالس تأبين وتغطية الحدث اعلاميا بشكل وسيع.
وكما يعلم الجميع ان لإيران يد طولى في هكذا شؤون حيث قتلت ايران محمد باقر الحكيم المعارض العراقي وذلك في تفجير مدبر بعيد احتلال العراق.
وقتلت اعداد كبيرة من ساسة لبنان وعدد من الصحفيين الناشطين ضد مشاريعها من بينهم مواطنين دولة اذربيجان حيث كانوا متعاطفين مع اتراك ايران وقتلت عدداً كبيراً من معارضيها وعملت على عسكرة ثورة سوريا بشكل دقيق حيث قتل منذ بداية ثورة سوريا حتى يومنا هذا اكثر من اربعامائة الف مواطن سوري وملايين الجرحى سقطوا بتدبير ايران، وأكثر من سبعة ملايين مواطن أصبحوا مشردين في بلدان مختلفة من العالم.
كما قتلت ايران مئات الالاف من العراقيين وزجت الشعب العراقي ببعض ووضعته في اقتتال داخلي، وهكذا في اليمن، وقبل ذلك في لبنان، ومستمرة بنفس النهج لتطبيق تجربتها في الخليج العربي.
فأما الأحواز بما أنها تحت الاحتلال المباشر ظلت في متناولها ولكن لا تريد ان يحدث حدث على ارض الاحواز حتى لا تكسر هيبتها الامنية المصطنعة ولهذا استهدفت الاحوازيين الابرياء في ارض العراق.
اذا قرأنا جغرافيا الحدث فنرى اليوم داعش محاصر في كل مكان ولا يوجد لداعش تواجد في الحلة وميدان العمل لدى هذا التنظيم في شمال غرب العراق ومناطق من سوريا وليس بالقرب من حدود ايران.
وفي قراءة سريعة لحدث الحلة نحذر الاحوازيين من الوقوع في المخططات الامنية الفارسية وعلى جميع الاحوازيين فضح سياسات طهران المعادية للإنسان الاحوازي والرامية لتدمير العالم العربي.
وما نراه في الشرق الاوسط ما هو الا حرب منها مباشرة ومنها غير مباشرة ما بين الصهيونية العالمية وأهم ادواتها ايران من جهة والعالم العربي بقيادة السعودية من جهة أخرى، فلا يوجد عربي منصف وذو ضمير حي ولديه كرامة وانسانية واخلاق حتى يصطف مع مشروع ايران التدميري، فأما الأحوازيين كانوا ويظلون شوكة في العين الفارسية الحاقدة ولن تستطيع طهران من توظيفهم في مشاريعها المتخلفة المعادية للعروبة.
وفي نفس السياق نرى ان نضال الشعب الاحوازي ووعي الشعوب العربية ونضالاتها ضد المشاريع الفارسية والصهيونية اخذ ابعاداً في التطور الموضوعي وهذا يبشر بالخير والنصر القادم لا محال باذن الله ولكن المطلوب مواكبة الاحداث والمساهمة الجادة في محاربة المشروع الفارسي- الصهيوني.
التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز – سياسة