هنا الأحواز واندهش الجَنان
هنا الأحواز وانعقد اللسان!
هنا حسنٌ سماويٌّ فريــدٌ
هنا درٌّ ، وفيروزٌ ، جمــان
جمَالٌ لو تقسّم في النواحي
لحار الوصف وانحبس البيان
هنا التاريخ يتلوا بعض آيٍ
هنا يغفو على الأيك الزمان
يمد ذراعه “زاجروس” حبّــا
ليحميـهــا إذا كثــر الطعــان
و”تستار” العذوبة حين غنّت
تراقص في مداها الأقحــوان
هنا الأمجاد في عزّ تباهت
بفرسان المهابة حيث كانوا
هنا قومٌ حضارتهم شموخ
هنا للدين والفصحى لسان
هنا العربية الغرّا جذورٌ
وأعراقٌ لها أصلٌ وشانُ
لأبناء العروبة عبق ماضٍ
وسنة أحمدٍ فيهم كيان
فهبَّت بعدها ريحٌ عقيمٌ
وزال*الأمن وانعدم الأمان
ودارت دورة الأيام عجلى
ففرَّ الخيل وانقطع العنان
وجاء الفرس في ليل بهيم
وسيقت للردى تلك الجنان
غدت حسناؤنا رهن اعتقال
وغُيِّبَ بعد غيبتها الأذانُ
تئن وتشتكي من ظلم فرسٍ
ومَن في خندق الأعداء خانوا
غفت كل العروبة في خضوع
فيَا رباه كيف العرب هانوا؟
أما من نخوة تحيي رقاداً
أما للهمّة الشمّا أوان
جرائمهم تحدث عن فجور
ويشهد واقع البلوى عيان
فوا أسفي على ماض بهيّ
غدا كالنار يعقبها دخان
زمانٌ حينما كـنَّـاوكنَّــا
وكان لقولنا في الناس شان
زمان إن غضبنا فهي حربٌ
ورمح طاعن ، سيفٌ ، سنان
أحقّا تنعم الدنيا بعيش
وإخوان لنا في الأسر هانوا؟
فوا ذُلاّه إن نحن اكتفينـا
بأنّا من جموعٍ قد أدانوا
ولمّا نرتقي في البذل صعباً
ونخجل حين يغلبنا الرهان
هنا الأحواز تستجدي ضميراً
ويتلو رغبة القوم البيان
تعود لحوزة العرب ابتداء
ومن ذلٍ لها حظٌ يصَانُ
وترجع لا يدنسها مجوس
ولا يسعى ليقهرها الجبان
هنا ستعود للدنيا نشيداً
كأن نخيلها العالي قيان
ويقلب صفحة الأحزان شعب
من الأرزاء أثقله الزّمان
فلا حق يعود بغير دينٍ
وليس بغير إيمانٍ ضمان
المصدر: منتديات أوفاز
الشاعر : غير معروف!
الصورة في أعلى القصيدة: زغورة (معبد) عيلامي في جنوب شرق مدينة سوسة (شوش ) وكان العيلاميين كانوا قد شيدوا أكبر حضارة على أرض عيلام(الأحواز اليوم) في الالف الثالث قبل ميلاد المسيح أي ما قبل أكثر من 5 الاف عام. حضارة عيلام بدأت تكوينها بمنطقة الأحواز وامتدت من الجنوب إلى مناطق أبوشهر (بوشهر) في جنوب إيران ومن الغرب إلى البصرة و الكوت في العراق. كانت عاصمة العيلام مدينة سوسة التي تسمى اليوم بـ (شوش).