بعد ان اطّلعتم فى مقال سابق تحدثت فيه عن وزير الاستخبارات الايراني الجديد محمود علوي أخصص هذا المقال للحديث عن وزير العدل الإيراني المدعو مصطفى بور محمدي ليطلع القارئ الكريم على وزارة العدل التي تسمى بمسمّى و تعمل عملا آخر.
لقد تم ترشيح مصطفى بور محمدي من قبل فريق قاليباف ليكون وزيرا للإستخبارت , والذي طالب بأن يكون المذكور هو المرشح للوزارة، وكما أوردنا سابقاً بأن علي يونسي وزير الإستخبارات فى عهد خاتمي هو الذي كان مرشحاً للوزارة من قبل روحاني , ولكن فى النهاية تم تعيين محمود علوي لوزارة الاستخبارات , وتم تعيين مصطفى بور محمدي وزيرا للعدل، وهو الذى كان عضوا رئيسيا و أصليا في ما يسمى مجلس الموت سنة 1988 م.
كتب منتظري في يوم من الأيام انه تم إعدام 3800 شخص و هناك إحصائيّات أخرى أعلنت عن إعدام أعداد أكبر , و قال منتظري إن هذه الاعدامات هى عبارة عن إبادة جماعيّة من غير محاكمات , و إن الدّنيا سوف تحاكم ايران على هذا القتل ، وللعلم إن هذه الإعدامات كانت تنفّذ بأوامر مباشرة من مصطفي بور محمدي و مجموعته المكونة من المدعو نيّري والمدعو إشراقي.
وحسب المعارضة من داخل النظام الايراني فانّ القتل الجماعي كان يجري بطريقة علنيّة .
مصطفي بور محمدي من مواليد مدينة قمّ , كان طالب علم حوزوي قبل الثورة فى ايران في مدرسة حقّاني و كان المدعو بهشتي رئيس مجلس شورى المدرسة ,وكان قدّوس مديرا لها و جنّتي كان مساعد المدير بللأمور الإدارية.
ترأس بهشتي شورى الانقلاب بعد الثورة و بعدها رئيس المحكمة العليا و عيّن قدّوس كنائب عام لمحاكم الثورة.
بما إن مصطفى بور محمدي كان قد عمل معهم لمدة 6 او 7 سنوات دعي من قبلهم و انخرط في العمل القضائي و كان يتم إرساله للمدن التي تشهد اغتشاشات تناحرات و مشاكل كبيرة.
و قد كان هذا الشخص أصغر المدّعين العامّين سنّاً فى سنة 1979 م فى محافظة الأحواز والتي أطلق الإحتلال الفارسي إسم ( خوزستان ) عليها ظلما وزورا.
عندما كان بور محمدي إبن العشرين عاما من العمرقام بتلفيق التهم الباطلة و اصدار احكام الإعدام من غير اي محاكمات رسمية لما يقارب ثلاث مئة شخص من البلوش يبلغون من العمر ما بين السادسة عشرة و السابعة عشرة عاما فقط فى سجن ميناء جرون والذي يطلق عليها المحتلون الفرس ( بندر عباس ).
و قد اشغل منصب معاون و نائب وزير الاستخبارات فى التاسعة والعشرون من العمر , و كذلك عضوا في ما سمي مجلس الموت او محاكم الموت التى أجريت بالسجون فى سنة 1988م-1989م.
و قد كان نائب فلاحيان وزير الاستخبارات فى الفترة التي تم فيها اغتيال عبدالرحمن قاسملو فى فيينا بالتنسيق بين وزارة الاستخبارات و وزارة الخارجية الايرانية.
ترأس مصطفى بور محمدي قسم الإستخبارات الخارجية التابع لوزارة الإستخبارات فى سنة 1990م وهي نفس الفترة التي تم فيها اغتيال كاظم رجوي شقيق مسعود رجوي فى سويسرا.
وفي تلك الفترة تم اغتيال المعارض الايرانى فريدون فرخزاد فى منزله فى فرانكفورت عام 1992م , وفى نفس العام اغتيل المعارض الكرديامين عام الحزب الديموقراطي الكردستاني فى برلين.
كل هذا فى الحقبة التي خرج فيها بور محمدى من بعد التصفيات التى اجراها فى سنة 1988م متعطشا للدماء و استلم قائمة اسماء تم اصدارها من قبل النيابة العامة لمحاكم الثورة تحتوي على ما يقارب مئة اسم كان يجب ان تتم تصفيتهم وقام بور محمدي بتصفيتهم فعلياً وهو موضع خطة التصفية.
نعم إن مصطفى بور محمدي بأيديه المتلطخة بالدماء والمتعطش للتصفيّات والاغتيالات يستلم وزارة العدل لينفذ حكم الاعدام بحق 250 عربي أحوازي منذ ان إستلم روحاني الحكم , ومازالت الاعدامات و التصفيّات جارية على قدم و ساق ، وخير شاهد على حبه للإعدامات اعدام ستة عشر معارض بلوشى من اهل السنة فى سيستان و بلوشستان مؤخرا ثأراً لإغتيال عدد من الحرس الثوري الفارسي على الحدود البلوشية.
نعم كل هذه الجرائم ومنذ إستلامه الحكم روحاني يستمر بمحاولتة تجميل صورة ايران امام المجتمع الدولي , والمصاهرة الامريكية الايرانية , ومحاولة انجاح مؤتمر جنيف2 بمشاركة ايران , و جولة الأخضر الابراهيمى فى المنطقة , و الذى ما زال يصر على مشاركة ايران و يصر على وضع ايران ضمن الحلول فى الأزمات العربية , و كأن الدول العربية ليست لديها حلول أو أن الدول العربية كلها باتت تحت سيطرة ايران و الولايات المتحدة الأمريكية , و باتت أمريكا و ايران متحابّتان و كل ذلك على حساب الشعوب , و لا نعلم ماذا يجرى من مفاوضات تحت الطاولة أو فوق الطاولة أو فى جانب الطاولة أو خلف الكواليس و الستائر ، و إن كنت لا تدري فتلك مصيبة و إن كنت تدري فالمصيبة أعظم .
وبعد ان سمعنا بمحاولة اغتيال ناشط سياسي آذرى معارض للنظام الفارسي الايراني فى الخارج أود أن اطلق تحذير و أدق ناقوس الخطر خصوصاً للمناضلين الأحوازيين فى الخارج لاتخاذ الحذر و رفع درجة التأهب الأمنى و أخذ كافة التدابير الأمنية لحماية أنفسهم و عوائلهم من الإرهاب الفارسي خصوصا بوجود مصطفى بور محمدي في كابينة روحاني , لأن بور محمدي صاحب سجل أسود في الجرائم ومنها جريمة التصفيات الجسدية لمعارضي النظام خصوصا ابناء الشعوب غير الفارسية التي تطالب بتحرير اوطانها من الاحتلال الفارسي.
و أخيراً بعد أن أعطيت للاخوة القراء نبذة ملخصة عن تاريخ إثنان من وزراء روحانى فى هذه المقالة و المقالة السابقة و قد اختصرت الكثير و لم اذكر قضية الاختلاسات الماليّة و الرشاوى و علاقة بور محمدي باحمدي نجاد و تلفيق التهم بمؤسسين احد البنوك و طلب الرشاوي من قبل مندوب بورمحمدي , أختم مقالى باعلان تضامني و مؤازرتي لأخوتي المناضلين فى الخارج و الداخل من أجل استمرار المظاهرات لحماية نهر كارون من التجفيف , النهر الذى كنا قد أعددنا حوله الكثير من التقارير فى السابق , و كنا قد حذرنا فى التقارير السابقه التى صارت من الارشيف الخطر المحدق بكارون وبالشعب العربي الأحوازي جراء السدود العديدة التي اقامها العدو المحتل لإلحاق الضرر بالأحوازيين وموت وتجفيف نهرهم الخالد نهر كارون.
و مع كل التحذيرات و المناشدات التى أرسلناها إلى العالم كأحوازيين من مختلف شرائح مجتمعنا و قمنا بنشرها طيلة الأعوام الماضية لم تتوقف ايران عن تجفيف النهر حتى اليوم و مازال العالم لا يحرّك ساكناً!!
لا يهمنّا العالم كلّه فالأحواز فى قلوبنا أرضاً و شعباً , ونسأل الله أن ينصر الشعب العربي الأحوازي و يحفظ الشباب الذين خرجوا ليعبّروا عن آرائهم و يدافعوا عن نهرهم و يطالبوا بحقوقهم , و نحن لها و نموت و تحيا الأحواز.