وقفة احتجاجية أمام قنصلية كورية الجنوبية في مدينة ملبورن الاسترالية
أقامت الجالية الاحوزية في مدينة ملبورن الاسترالية وقفة احتجاجية أمام قنصلية كورية الجنوبية في هذه المدينة في يوم الاثنين الـ 27 من يونيو/حزيران 2016. جاءت هذه المظاهرة احتجاجاً على الاتفاقية الاقتصادية التي من المزمع ابرامها بين كورية الجنوبية والنظام الايراني لإنشاء نفق في جبال زاغرس لنقل مياه نهر كارون الى المدن المركزية في ايران. هذا المشروع الذي يعرف بمشروع “بهشت آباد” ينوي الى نقل ميليار متر مكعب من مياه نهر كارون الى المدن الايرانية كإصفهان ويزد.
يعتقد خبراء البيئة ان تنفيذ هذا المشروع سوف يؤودي الى استكما مشروع تخريب البيئة في الأحوز وتدمير واسع في قطاع الزراعة في هذا البلد المحتل ايرانياً. ويعتبر بمثابة نهاية حياة نهر كارون في الأحواز .
وقدم المحتجون رسالة احتجاج الى القنصلية الكورية حذروا فيها دولة كوريا الجنوبية من العواقب الكارثية التي سوف تؤودي الى تدمير البيئة نتيجة تنفيذ هذا المشروع وحملوها مسؤولية مشاركتها في مثل هذه المشاريع الإجرامية، التي تتعارض مع القوانين الدولية.
وفيما يلي نص رسالة الجالية الاحوازية في مدينة ملبورن الاسترالية الى القنصلية الكورية، والصور التي تعكلس جانبا من هذه الوقفة الاحتجاجية:
رسالة الجالية الاحوازية في استراليا الى قنصلية كورية الجنوبية في مدينة ملبورن
تناقلت الانباء في الشهر الماضي عن ابرام اتفاقيات اقتصادية بين النظام الايراني ودولة كورية الجنوبية. من ضمن هذه الاتفاقيات كانت اتفاقية نقل مياه كارون من خلال انشاء نقق بطول 65 كيلومتر ما يسمى بـ”بهشت آباد” الذي ينقل ميليار متر مكعب من مياه نهر كارون الى المدن المركزية في ايران.
تعتبر مشاريع انتقال مياه نهر كارون وروافده إلى باقي المناطق الإيرانية وحرمان العرب الأحوازيين منها، أهم الخطط التي سعى اليها النظام الإيراني خلال العقود المنصرمة غير آبه بالعوامل الوخيمة الناتجة عن ذلك القرار، لقد بدأ بنقل مياه كارون وروافده منذ ما يقارب ال 50 عام وذلك ما عرف في حينها بتنفيذ مشروع ” كوه رنك ” وان العمل بتنفيذ هذه المشاريع مستمر حتى يومنا هذا، ولعل أحدث هذه المشاريع في الوقت الراهن، التي تسعى وزارة الطاقة من اجل تنفيذه هو مشروع نقل مياه كارون الى الاقاليم المركزية الايرانية حيث يعرف هذا المشروع بأسم مشروع ” بهشت آباد”. والذي من المقرر ان تساهم الشركات الكورية في تنفيذ هذا المشروع الاجرامي الذي يؤودي الى تدمير البيئة في الاحواز.
كما وأدى تقلص المياه في الأنهر الى نشوب عواصف رملية كثيفة، التي مازالت تعصف تلك المناطق بين فترة واخرى، والتي ذهب ضحيتها العديد من المواطنين، ماهي الا نتيجة لانخفاض معدل الرطوبة في الجو والتربة، حيث ان 500 الف هكتار من مستنقعات الأحواز واهوارها، كهور العظيم و الفلاحية قد جفت وهذا هو السبب الرئيسي للعواصف الرملية في المنطقة، ونتيجة لذلك، نرى أن الأحواز تعيش اسوأ تلوث هوائي وبيئي شهده العالم في هذه الفترة، حيث مؤشر معايير ملوثات الهواء في الاحواز اجتاز حدوده الطبيعية نحو 600 مرة. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، أن مدينة الأحواز عاصمة الاقليم من اكبر المدن التي تنتج الجزيئات الخطيرة (PM10) على مستوى 372 ميكروغرام لكل متر مكعب، وهو اكبر مقياس والاخطر في العالم.
وقد اتخذت هذه التطورات السلبية في الاحواز منحى سلبي على المستوى الصحي، إذ نرى إن متوسط العمر لدى المواطن الأحوازي يهبط بشكل غير مسبوق، وكذلك نرى ازدياد المشكلات الصحية لاسيما انتشار انواع السرطانات في ما يتعلق بالجهاز التنفسي والربو وأرقام الاصابات في هذا المجال مرتفعة ومخيفة جدا، خاصة بين الاطفال وكبار السن.
ونتيجة لتلك الوقائع التي ذكرنا وخلال السنوات الماضية، قام ابناء شعبنا في الاحواز احتجاجاً على الخطط والمشاريع التي تهدف الى تدمير البيئة والانسان وتحرمهم من أبسط الحقوق الانسانية التي تتكفلها القوانين والأعراف الدولية. ولكن النظام الايراني واجه هذه الاعتراضات السلمية بوحشية واعتقل العشرات من المحتجين والنشطاء في مجال البيئة.
ان الآثار السلبية التي حلت بالبيئة الأحوازية بعد حرف مجرى الأنهر وسرقة مياهها من قبل النظام الإيراني الغاصب، كارثية جداً ولا تعد ولا تحصى. ومن ضمنها يمكن الاشارة الى تجيف هور العظيم وهور الفلاحية، بالإضافة الى انتشار الأمراض والأوبئة في المجتمع الأحوازي كنماذج ملموسة لهذه السياسة الإستعمارية. كما يعتقد خبراء البيئة أن الخسارة التي يتحملها قطاع الزراعة في الأحواز تعتبر من ضمن الآثار السلبية لهذه الخطة التي تستهدف الى إجبار المزارعين العرب على ترك قراهم وأراضيهم، لتسهيل الأمر لإستيلاء النظام على الاراضي العربية من خلال مشاريعه الإستعمارية.
إن السياسات التي ينتهجها النظام الأيراني لتدمير البيئة و تلويثها هي جزء من سياسة الإبادة الجماعية التي ينتهجها هذا النظام للقضاء على الشعب العربي الأحوازي و التي زادت وتيرتها في الآونة الأخيرة خاصة بعد تولي روحاني منصب رئاسة الجمهورية.
وقد حذّر خبراء البيئة من الكارثة التي سوف تحل بنهر كارون اذا ما استمر النظام الايراني في سياسة نقل مياه هذا النهر فسوف يجف نهر كارون بشكل كامل خلال عشرين عاما المقبلة.
إن المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة حول عقوبة جريمة الإبادة الجماعية، تنص على أن الأفعال الخمسة التالية تأتي ضمن الأفعال الإجرامية:
-
قتل الأفراد في مجموعة.
-
التسبب بأذى جسدي أو نفسي كبير لأفراد من المجموعة.
-
إخضاع المجموعة عن قصد لظروف حياة مدروسة بهدف تعريضها جزئياً أو كلياً للدمار الجسدي.
-
فرض إجراءات هادفة إلى منع الولادات ضمن المجموعة.
-
نقل الأطفال عنوة من مجموعة إلى مجموعة أخرى.
واستنادا ً إلى هذه المادة من ميثاق الأمم المتحدة حول الإبادة الجماعية، ونظرا ًإلى الممارسات الجارية من قبل السلطات الإيرانية في الأحواز من أعمال قتل ممنهج وإلحاق الضرر بالمجموعات البشرية بشكل واسع، ولاسيما تدمير البيئة بشكل متعمد ومدروس، تعتبر هذه الأفعال والممارسات العدوانية التي تقوم بها الحكومة الإيرانية مثالا ًواضحاً لجريمة الإبادة الجماعية.
فالشعب العربي الأحوازي، على إثر هذه السياسات العدوانية والحاقدة للنظام الإيراني، قام بعدة انتفاضات واحتجاجات في السنوات الاخيرة ولعل أبرزها كان انتفاضة 15 نيسان من عام 2005، التي اندلعت على إثر الوضع الإنساني والبيئي المتردي والعمل الممنهج للنظام الإيراني على التغيير الديموغرافي للتركيبة السكانية.
واستمرارا ً للحراك المستمر منذ عقود، يشهد الأحواز في السنوات الاخيرة حراكاً عبر منظمات المجتمع المدني والجمعيات الطلابية تحت مسمى “معا ًلإنقاذ نهر كارون”، وذلك تنديداً واستنكاراً لما تقوم به السلطات الإيرانية.
نحن المجتمعون هنا وبالنيابة عن الملائين من ابناء شعبنا العربي في الاحواز نعلن احتجاجنا على عقد اتفاقيات بين النظام الايراني الغاصب ودولة كورية. وفي حال تنفيذ هذه الاتفاقية فان دولتكم سوف تكون شريكة في الكارثة الانسانية التي تحل بشعبنا في الاحواز وتشاركون في تدمير الانسان والبيئة الاحوازية. انكم سوف تكونون شركاء في قتل الآلاف من اطفال الاحواز بسبب الامراض والاوبئة الناتجة عن التلوث البيئي وسوف تكونون مساهمين في انتشار انواع السرطانات في الاحواز. فنحن نحذركم من إبرام عقود لتنفيذ هذه الاتفاقية ونحملكم مسؤولية نتائجها الكارثية.
التيار الوطني العربي الديمقراطي في الاحواز- حقوق الانسان