لقد اطلع الشعب الاحوازي علي الوثيقة السرية التي تسربت من مكتب رئاسة الجمهورية، تلك الوثيقة التي فضحت السياسات الشوفينية (العنصرية) لهذا النظام و لا سيما التيار الإصلاحي فيه و التي برهنت بما لا يدع مجالا للشك إن الفئة الحاكمة في طهران و التي تدعي الإسلام زورا و بهتانا، تبغض الإنسان العربي في الاحواز و تحاول جاهدة بكل الطرق محو هويته و نهب أرضه و ماءه و ثرواته النفطية و لم تكتف بهذا بل أصبحت لا تحتمل مجرد وجوده علي أرضه . إذ أخذت تستحدث المستوطنات لتستبدل العرب بقوميات أخري و تهجر العرب إلى مناطق نائية مستخدمة شتي الحيل و الأساليب مخالفة بذلك جميع القرارات و المواثيق الدولية. و من أجل تطبيق هذه السياسات اللاإنسانية أخذت تستخدم عملائها من العرب كما ورد ذلك في البند الخامس من الوثيقة. و بهذه المناسبة ندعو هؤلاء أن لا يصبحوا وسيلة للقضاء علي شعبهم و محو هويته و تاريخه و ثقافته و يجلبوا العار علي أنفسهم في الدنيا و الخزي و العذاب في الآخرة. كما ندعو الأخوة السائرين في ركب الإصلاح أن يعوا هذه الحقيقة إن هذه الممارسات العنصرية إنما تسارعت و تأطرت في زمن الإصلاح و الإصلاحيين و إن الإصلاحيين و المحافظين و إن اختلفوا فأنهم يتفقون في معاداتهم للعرب و وجوب القضاء عليهم و محو آثارهم و ما جاء في الوثيقة المصادق عليها من قبل مجلس الأمن القومي الذي يرأسه رئيس الإصلاح و مهندس حوار الحضارات لا يدع مجالا للشك و من يصدق بعد اليوم دعوته لحوار الحضارات! و هو الذي يحاول محو الثقافات و محاربتها داخل بلده و كيف يؤلف بين الحضارات إلا إذا انتهج نفس الأسلوب الذي ينتهجه في الداخل أي محو الحضارات و استبدالها بحضارة فارس المزعومة!! و هذا ما لا يقدر عليه مثلما يعجز عن محو الثقافات غير الفارسية. و لكن العجب كل العجب فيمن يضعون ثقتهم بهؤلاء الإصلاحيين تري بأي سبب يتمسكون بعد ما تبين لهم أن اللص هو الحارس.
واليوم يريدون أن يجربوا ما جربوه بالأمس فيدعموا الرئيس الأسبق ـ الشيخ الرفسنجاني و يتناسون أن هذا الرئيس العضو في مجلس الأمن الوطني و مهندس مشروع قصب السكر الاستيطاني و الذي لم يألُ جهداً في توجيه الإهانات إلى الشعب العربي الاحوازي و الحط من قدره عبر المقالة الشهيرة في جريدة اطلاعات عام 1364 والتي أحدثت ضجة كبيرة و أثارت غضب الشعب الاحوازي سخطه .و أن لهذا الرجل دوراً هاما في نقل مياه كارون و حرمان أهله حتى من ماء الشرب . تري هل يريدون أن يشاركوا هذا الرجل في إتمام رسالته الشوفينية؟!!
إننا ندعو اخوتنا أن يعودوا إلي رشدهم و أن يضعوا ثقتهم في شعبهم و يعتمدوا علي قدراتهم الذاتية و أن لا يخشوا أحداً مادام الحق معهم كما نطالبهم أن يعلنوا موقفهم إزاء هذه السياسات و أن يجتمعوا علي كلمة سواء بينهم لوضع حد لهذه الممارسات الرامية إلى محو هوية هذا الشعب .
كما ندعو الحكومة إلى وقف عمليات الاستيطان الرامية إلى تغيير التركيبة السكانية لعرب الاحواز و نطالبها بالالتزام بالقرارات و المواثيق الدولية بهذا الشان و الكف عن بناء المستوطنات لاسيما مستوطنة شيرين شهر و عن مصادرة الأراضي و سرقة المياه و التراجع عن كافة المشاريع الاقتصادية و السياسية التي تهدف إلى تغيير التركيبة السكانية لعرب الاحواز كمشروع قصب السكر و غيره و الاعتذار عما لحق بالشعب العربي نتيجة هذه المشاريع العنصرية كما نطالبها إذا ما أرادت أن تبرهن علي حسن نواياها إزاء هذا الشعب أن تعيد أسماء المدن العربية التي استبدلتها بأسماء فارسية و أن توقف العمل بتغير أسماء المدن العربية.
و أخيراً نحذر السلطات الإيرانية من مغبة عدم استجابتها لمطالب الشعب الحقة و في حالة عدم استجابتها فلن يبقي أمامنا إلا نلجأ إلى الشارع ليقول كلمته !