بدأت إيران اليوم الثلاثاء الـ 7 من مايو 2013 في شرق مضيق هرمز مناورات بحرية بدت ردا غير مباشر على المناورات الواسعة بدأتها الولايات المتحدة و40 دولة في الخليج وحملت بدورها رسائل في خضم التوترات الإقليمية الراهنة.
وتتمحور المناورات الإيرانية حول الألغام البحرية في هذا الممر الحيوي للملاحة الدولية، وهو أيضا العنوان الرئيسي للمناورات التي تقودها الولايات المتحدة وتستمر حتى نهاية الشهر الحالي. وتشترك مناورات القوات البحرية الإيرانية ومناورات الولايات المتحدة وحلفائها في مواجهة خطر الألغام البحرية التي قد تتسبب خلال نزاع محتمل في تعطيل إمدادات النفط عبر مضيق هرمز والتي تشكل حوالي 40% من الإمدادات العالمية.
وقال المحلل السياسي الإيراني حسن هاني زاده للجزيرة نت إن المناورات الإيرانية -التي يشرف عليها القائد العام للجيش اللواء عطا الله صالحي وقائد سلاح البحر الأميرال حبيب الله سياري- مقررة منذ وقت طويل ولا صلة لها بالمناورات التي انطلقت أمس قبالة البحرين. وأضاف المحلل زاده أن الهدف من هذه المناورات رفع مستوى استعداد القوات البحرية الإيرانية التي أجرت من قبل سلسلة من المناورات اختبرت خلالها غواصات وصواريخ مضادة للسفن في ذروة التوتر مع الولايات المتحدة بسبب العقوبات والتهديدات الإسرائيلية بضرب منشآت إيران النووية.
وفي وقت سابق قال الأميرال سياوش جره مساعد قائد عمليات القوة البحرية الإيرانية إن الغرض من المناورات التصدي لما سماها “الهجمة الإعلامية الواسعة للعدو في مجال إرهاب إيران”. ووضعت إيران لهذه المناورات ثلاثة أهداف هي محاكاة المناورات التي تقوم بها واشنطن وحلفاؤها في مياه الخليج، واختبار أول كاسحة ألغام بحرية إيرانية، والتدرب لفتح الممرات البحرية في حال غلقها، وفق ما نقل مراسل الجزيرة في طهران عن مسؤولين إيرانيين.
وكانت إيران هددت نهاية عام 2011 بغلق مضيق هرمز إذا استمرت الضغوط الغربية عليها بشأن برنامجها النووي. ونقل مراسل الجزيرة أيضا عن الناطق باسم الخارجية الإيرانية تحذيره الولايات المتحدة من استفزازات محتملة، وقوله إن بلاده قادرة على التعامل مع أي أحداث. وتعتبر إيران الوجود العسكري الأميركي في الخليج العربي عامل توتير أساسي بالمنطقة، وكانت هددت في السابق مرارا بضرب المواقع العسكرية الأميركية هناك إذا استُهدفت منشآتها النووية.
ويقول المحلل الإيراني حسن هاني زاده إن إيران ترصد المناورات الأميركية الجارية، وهي مستعدة لأي طارئ خاصة تحرشات محتملة من قبل القطع البحرية الأميركية. ويرى هاني زاده في المناورات الأميركية نوعا من الاستفزاز بالنظر إلى حجمها حيث تشارك فيها أكثر من 40 دولة. وعن المناورات التي تقودها الولايات المتحدة، يعتقد المحلل الإيراني، أن رسالتها الأساسية تكمن في أن للولايات المتحدة حلفاء كثيرين في المنطقة، وأنها تستطيع منع إيران من غلق مضيق هرمز.
وفي تصريح سابق للجزيرة نت قال المحلل السياسي خطار أبو ذياب، إن تلك المناورات تنطوي على طمأنة لحلفاء الولايات المتحدة وتحذيرا لإيران، وهو ما ذهب إليه أيضا رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية اللواء أنور ماجد عشقي في اتصال مع الجزيرة أمس.