سياسة التطهير العرقي مستمرة ضد الأحوازيين وضد الاراضي العربية من أجل تفريسها وجلب المستوطنين من بقية مناطق ايران، ورفدهم بالمساعادات المادية التي يستطيعون من خلالها التغلب على كل المشكلات المحتملة. أما العرب فيجري تطفيشهم من أراضيهم بطرق مخاتلة ومخادعة فارسية عدة ودروب ملتوية تحاول سلطة الاحتلال عبر تصوير الأمر على انها مساعدات للمهاجرين العرب تحديدا في الاحواز، وليس هناك من أدلة لدينا على اِتباع نفس الطرق فيما يتعلق بالشعوب غير الفارسية الاخرى ومناطقهم، إذ أن الملاحظة التي تلفت نظر جميع الاحوازيين المخلصين هو الهجرة الجماعية للكم والنوع الشبابي والعوائل التي تغادر الاحواز العربية باتجاه استراليا، وتقوم ((العصابات)) الموظفة لدى سلطات الاحتلال الايرانية بما يطلق عليهم تسمية الادلاء أو الدلالوة بصرف مبالغ تقارب 250 مليون ريال والتي تعادل حوالي 4 آلاف دولار أمريكي تدفعها السلطات الفارسية المحتلة لكل أسرة عربية تزمع السفر والهجرة الى استراليا أو أوروبا، مع توفير تسهيلات هائلة لهم على صعيد الحصول على وثائق السفر والنقل وتسهيل ركوب الطائرات او قطع المسافات عن طريق البحار بغية الوصول الى استراليا. ويترافق مع ذلك محاولة شراء أراضيهم أو بيوتهم أو أملاكهم الخاصة بثمن زهيد بغية جعل الأمور تسير بتوافق وتراضٍ مستمريْن، وبذلك تتجنب الطريق الصهيوني في المصادرة ودعوات حقوق الانسان العالمية وردود الفعل المباشرة التي تصدر عن الجماهير الاحوازية التي تتمثل باقامة الدعاوى على الفرس وشن الحملات الاعلامية ضدهم داخليا وعالمياً.
هذا الجو الإجرامي الفارسي هو الذي يعتم على المأساة الأحوازية الحالية التي لا يدرك البعض مخاطرها المستقبلية على صعيد طبيعة الأرض القومية وهويتها الحضارية، فالمشروع العنصري الفارسي الايراني يسير على قدم وساق بهدوء ملفت للنظر فهم كالقطط يأكلون ما يتيسر أمامهم ويمسحون أفواههم كي لا تتبين سرقاتهم الاستيطانية.
ان هذه الجرائم لا تلفت نظر البعض ولكن مما يثير الشفقة هو البعض (المفكر) و(الصحفي) و(الكاتب) المطبلون للمشروع الايراني في المنطقة، والذي يحاول التغافل عن هذه الظاهرة بل يعلن تأييده للسلطة الاحتلالية الباغية المجرمة، فهم إذن مشاركون بشكل غير مباشر للسلطة الفارسية الصفوية الأمنية ونخص منهم ممن يحضر الصوت (الأكاديمي) الذي تبث سمومه قناة ((الميادين)) الإخبارية الممولة ايرانياً التي تدس السم بالعسل في مختلف برامجها بغية تصوير الموقف الايراني على غير حقيقته الفعلية.
اننا اذ نحذر جميع أبناء شعبنا وأسرنا المحترمة من هذا الطريق الملتوي والخطير لتفريس الارض الاحوازية، فالكيان الصهيوني في بدايات تلويثه لأرض فلسطين بالمستوطنات اليهودية كان يتبع ذات الطريق في الشراء والتهجير، أي شراء الأراضي وتقديم التسهيلات لأبناء الشعب الفلسطيني عبر الاستعمار البريطاني أو الإتفاق مع الأغنياء الفلسطينيين ممن لا ترتبط جذورهم بالأرض الفسلطينية، لذلك نقول لهؤلاء التاركين أرضهم الأحوازية تحت ذريعة الظلم الفارسي الصفوي المجرم او تلقي المساعدات الكبيرة او الصعوبات الناجمة عن شظف العيش الصعب أنهم سيرتبون على عوائلهم القادمة أو أحفادهم وأبنائهم وأخوانهم صعوبات جمّة وشديدة قد يفقدون معها حياتهم وعند ذلك لا ينفع معاهم أي ندم.