الشهيد هادي راشدي، شعلة لم تطفى في ساحة المقاومة في وجه الجور و الظلام. ترعرع في مدينة الخلفية و شاهد و لمس الفرق الشاسع بين المواطن العربي و المستوطن الغازي حتى كبرت في قلبه القضية الاحوازية المنسية و بداء بالبحث عن منافذ الأمل و سبل الوصول الى الحرية التي غطى عليها غبار النسيان و الجهل طوال سنين متتالية.
ساهم و شارك في كتابة مقالات في جريدة صوت الشعب في الاحواز و ساهم بتشكيل صفوف تعليمية تطوعية لطلاب العرب في مدينة الخلفية. كما كان المهندس الشهيد من موسسي مؤسسة الحوار الثقافية و التي شاركت في حملة انتخابية للشورى البلدية و من نتائجها صعود خمسة مرشحين عرب. كانت المؤسسة تقيم احتفالات و مهرجانات باللغة العربية وتنشر الوعي العربي لحفظ اللتراث والثقافة والفلكلور العربي الاحوازي في مدينة الخلفية لأول مرة مما أدى الى احتقان الكراهية و الحقد لدى المستوطنين الفرس. الامر الذي اصبح سببا لاعتقال خيرة من شبابنا و إصدار حكم الإعدام على خمسة منهم.
اشتهر الشهيد الخالد و المعلم المناضل بين اوساط الشارع بالعروبة و الوطنية وهوكان صغير في العمر. بداء علاقاته بمختلف أطياف الشعب من المثقفين و الفنانين و الكتاب و السياسيين و غيرهم حتى اصبحت له مكانة مرموقة و سمعة طيبة وذاع صيته في مدينة الخلفية و الاحواز و غيرها من المدن واخذ يتوافد عليه الجيل الشاب المتعطش للمعرفة و الحقيقة عن القضية الاحوازية ومواجهة الاحتلال . ساهم في نشر الوعي الوطني و القومي بين الاجيال بتوزيع الكثير من الكتب والكراسات حول الاحواز في مجال التاريخ و الاجتماع و السياسة و الأدب و غيرها.
كان الاحواز عنوانه الوحيد والغاية الرئيسية التي كانت نصب أعينه. يبذل كل ماكان يحصل من اموال، في طريق خدمة الوطن و لن يطلب الشكر او التقدير من احد على ما قام به من تضحية و جهد و متاعب في مسيرته الصعبة و الحافلة بالمخاطر والمصائب.
كان رجل شجاع و أصيل لم ترهبه طبولات و وعيد الحاقدين على الانسانية و العزة. سار في طريق الحق ثابت القدم لم تزلزله عسكرة الأعداء و رصاص الباطل و لم يحني ريح الموت قامته الثابتة في جذور الارض لانه يؤمن بأحقية الدرب الذي سار فيه منذ البداية.
لما سلكنا الدرب كنا نعلم ان المشانق للعقيدة سلم