صورة للشيخ محمد طاهر الخاقاني مع نجله الشيخ محمد كاظم داخل القطار الذي أقل الوفد الثلاثيني العربي من مدينة المحمرة الى قم وطهران عام 1979
ان المرحوم الشيخ محمد طاهر الخاقاني وكما اسلفنا فقد اختار ثلاثين احوازيا من جميع فئات الشعب وشرائحه ومن جميع المدن الاحوازية لتشكيل وفدٍ عربيٍ يذهب به الى قم وطهران للقاء الخميني شخصيا وحكومة مهدي بازركان للمطالبة بالحقوق الشرعية للشعب العربي الاحوازي والتي تم تلخيصها الى اثنى عشر مطلبا تحتوي على جميع ما طلبه الشعب الاحوازي خلال مسيراته وتجمعاته ومظاهراته الكبيرة كما جاء في الحلقة الماضية بعد ان كانت أربعين مادة.
فقد تم بالفعل تشكيل هذا الوفد الذي تشكل من ثلاثين عضوا مثل جميع شرائح الشعب المختلفة اضافة الى المرحوم الشيخ محمد طاهر الخاقاني والذي ترأسه هو بنفسه وكان قد تقدمه عند لقائه بالخميني في مدينة قم حيث كان يناديه اي الخميني ينادي الشيخ الخاقاني ( استاذي الشيخ ) حينما كانوا يتحدثون معا.
اليكم قائمة بأسماء اعضاء الوفد الذي لم نتعرف على اسمين منهم وسجلنا هنا ثمانية وعشرون اسما من الاعضاء وهم كل من:
1 – فالح الساعدي – سجين سياسي
2 – سعيد جاسم الطائي – ناشط سياسي
3 – فاخر الزرگاني – ناشط سياسي
4 – مهدي آل شبير الخاقاني – قاضي، وهو اخو المرحوم الشيخ محمد طاهر الخاقاني وتم اختياره متحدثا رسميا باسم الوفد.
5 – سيد شعاع النزاري – رجل دين
6 – منصور مناحي حمود البريهي ( ابو عواد ) – ناشط سياسي كان احد قادة الحركة الجماهيرية العربية لتحرير الاحواز آنذاك وثاني أمين عام للجبهة العربية لتحرير الاحواز فيما بعد.
7 – يوسف عزيزي بني طرف – ناشط سياسي وصحفي ومؤلف كتب احوازي
8 – شيخ طهران آل علي فرحاني – وطني احوازي ومن مؤسسي المنظمة السياسية للشعب العربي الاحوازي ومن الشيوخ السياسيين المعروفين في تلك الفترة
9 – الحاج سلسبيل الفيصلي – من الوطنيين والناشطين السياسيين والشعراء الاحوازيين وايضا من مؤسسي المنظمة السياسية للشعب العربي الاحوازي
10 – عبد الوهاب الخانجي – سجين وناشط سياسي وأحد القادة المؤسسين للمركز الثقافي العربي في المحمرة
11 – سيد جابر السيد احمد – من اعضاء الجبهة الشعبية لتحرير الاحواز او عربستان في حقبة السبعينات وناشط سياسي ومؤلف كتب احوازي
12 – عبد اللطيف الكعبي – من وجهاء العشائر البارزين
13 – الحاج جبار الطائي – محامي
14 – سيد عبد الصاحب الموسوي ( ابو عادل ) – من الوجوه المعروفة والمنسق بين الشيخ الخاقاني والمؤسسات السياسية والثقافية العربية في الاحواز وكان يعتبر معتمده الشخصي في الامور السياسية
15 – محمد حسن الكعبي المعروف بإسمه الحركي مكي الكعبي ( ابو كريم ) – رجل دين وكان احد قادة الحركة الجماهيرية العربية لتحرير الاحواز وكان يسكن مدينة الكاظمية في بغداد
16 – ناجي مزعل الشرهاني – استاذ مدرس في المدارس ومن المثقفين واحد مؤسسي المنظمة السياسية للشعب العربي الاحوازي
17 – نبي القيم – مؤلف كتب ومثقف احوازي معروف
18 – قاسم حمادي – استاذ مدرس في المدارس
19 – السيد كاظم آلبو شوكة – سجين سياسي قديم
20 – عباس سعودي – من مؤسسي المنظمة السياسية للشعب العربي الاحوازي وناشط سياسي
21 – محمد حسين الزبيدي – من مؤسسي المنظمة السياسية للشعب العربي الاحوازي واحد الشيوخ في المحمرة وكان مسؤولا عن اللجنة الامنية في المنظمة
22– حسين الرابحي – من مؤسسي المنظمة السياسية واحد شيوخ العشائر في المحمرة
23 – سيد عبد الصاحب الدوركي – رجل دين وكان مسؤلا عن قراءة كلمة الخاقاني في لقاءات الوفد في قم وطهران
24 – علي الواثقي – محامي
25 – عبد المهدي الصياحي – ناشط سياسي وفدائي
26 – مجيد النيسي – ناشط سياسي
27 – يونس الاسدي – ناشط سياسي
28 – المهندس سيد عبد الرزاق المعين – ناشط سياسي
وكما أسلفنا هناك اسمين لأثنين من اعضاء الوفد لم نحصل عليهما لحد الآن لكن الجهود مبذولة وعند الحصول عليها سوف نخبركم بها ان شاء الله.
طبعا هذا الوفد وكما اسلفنا كان يترأسه الشيخ الخاقاني رحمه الله وكان نجله سماحة الشيخ محمد كاظم الخاقاني مرافقا له وايضا كان يتولى الترجمة من العربي للفارسي وبالعكس الى والده وجميع الحاضرين في اي حديث كان يدور بين الشيخ الخاقاني وبقية مسؤولي الحكومة المركزية في طهران ورجال الدين في قم، لأن الشيخ الخاقاني كان لا يتكلم الا باللغة العربية، وايضا رغم ان الخميني وبقية المعممين الفرس في قم يعرفون اللغة العربية لكنهم كانوا يصرون على التحدث باللغة الفارسية، وحتى خميني نفسه عندما قابله احد الصحفيين الفرنسيين الذين كانوا يجيدون اللغة العربية وقال له انني اريد التحدث معكم باللغة العربية رفض وقال له لغتي فارسية ولا اتحدث بغيرها رغم اني اتحدث بالعربية جيدا وما عليك الا جلب مترجم ليترجم لك حديثي، اذن كان من حق الشيخ الخاقاني رحمه الله التحدث بلغته العربية وهي لغة الام بالنسبة الى الاحوازيين الذين كان احد مطاليبهم هو التدريس في اقليمهم المحتل باللغة العربية وتكون هي اللغة الرسمية هناك وتدرس الى جانبها لغة الاحتلال اللغة الفارسية المفروضة على ابناء الشعوب غير الفارسية في جغرافية ما تسمى ايران.
نعم لقد حمل هذا الوفد معه كل اماني وتطلعات الشعب العربي الاحوازي ليضعها فوق طاولة المسؤولين عن القرار السياسي في الحكومة الجديدة برئاسة مهدي بازركان وان كانت لا تتمكن من اخذ اي قرار لمفردها لان هناك من هو فوقها وفوق كل قراراتها ولا يمكن الاعتماد على قراراتها ما لم تحظى بقبول من جانب الخميني باعتباره الولي الفقيه الذي يجب عدم مخالفة اوامره في كل شئ لان هذا يعتبر مخالف للشريعة الاسلامية لم يعتقد بولاية الفقيه.
هذه الأماني والتطلعات تضمنتها مذكرة عربية حملها معه الوفد العربي الثلاثيني تحمل اثنى عشر مطلبا مشروعا يطالب العرب بتحقيقها والتي وكما اسلفنا كانت اكثر بكثير من هذه المطالب لكن تم اختصارها الى اثنى عشر مادة، وحظي أعضاء الوفد وحظيت المطاليب الذي كان يحملها هذا الوفد بتأييد شعبي احوازي واسع من خلال تجمع للجماهير العربية يقدر بمئات الالوف قبل ذهاب الوفد الى طهران وقم وهتفوا باسم العرب والوفد وباركوا هذه الرحلة وتمنوا لهم التوفيق في مهمتهم الوطنية هذه المؤيَدة من قبل جميع شرائح الشعب العربي الاحوازي.
صدقوني كنا نرى الفرحة مرسومة على محيا اكثر اعضاء الوفد ولم يتمكنوا من ان يخفوها على احد، لماذا؟ لأنك عندما تكون مؤيَدا من شعبك فانك لن تخاف احد ولا يمكن لاحد ان يقصيك لانك اكتسبت شرعية مهمتك وتحركك من شعبك وهذا هو الذي يعطيك قوة وعزيمة ولن يجعلك ان تلتفت الى الوراء او تخاف من احد ما دمت تحفظ وتصون هذه الامانة التي أمّنك ايّاها شعبك الذي أيدك في ان تمثله في المطالبة بمطاليبه المشروعة.
واما المطاليب التي حملها الوفد فاني انقلها اليكم حسب ما جاءت في كتاب ( مذكراتي ) للأخ سيد جابر السيد احمد والذي كان هو احد اعضاء هذا الوفد ايضا وهي كما يلي:
1 – الاعتراف بقومية الشعب العربي الاحوازي ووضع ذلك في دستور الجمهورية الاسلامية الايرانية.
2 – تشكيل مجلس محلي في منطقة الحكم الذاتي – الاحواز المحتلة – تكون مهمته وضع القوانين المحلية والاشراف على تنفيذها ومشاركة الشعب العربي ( في ايران ) في المجلس التاسيسي والمجلس الوطني وكذلك مشاركته في هيئة الوزراء للدولة المركزية بنسبة تعداد السكان.
3 – تشكيل محاكم عربية من اجل حل مشاكل الشعب العربي ( في ايران ) طبقا لقوانين الجمهورية الاسلامية.
4 – اللغة العربية تكون اللغة الرسمية في منطقة الحكم الذاتي – يعني اقليم الاحواز المحتلة – مع التأكيد بان اللغة الفارسية هي اللغة الرسمية لعموم ايران.
5 – يتم التعليم باللغة العربية في المدارس الابتدائية كما ان تعليم اللغة الفارسية مضمون في منطقة الحكم الذاتي.
6 – تأسيس جامعة باللغة العربية في المنطقة العربية من اجل رفع احتياجات الشعب العربي ( في ايران ) وايجاد مدارس ومؤسسات تعليمية في جميع المدن والارياف وكذلك منح الشباب العربي حصة من منح البعثات الدراسية الى خارج البلاد.
7 – التأكيد على حرية التعبير والنشر وطبع الكتب واصدار الجرايد وتأسيس اذاعة وتلفزيون باللغة العربية مستقلة عن الشبكة العامة وفي هذا المجال نرفض اي نوع من انواع الرقابة.
8 – أولوية التوظيف في القطاعين العام والخاص لأبناء الشعب العربي في المنطقة العربية وبعد ذلك اي بعد العرب تأتي مرحلة توظيف ابناء الأقليات القومية المتولدين والساكنين في منطقة الحكم الذاتي ( الأحواز المحتلة ).
9 – تخصيص قدر كافي من عائدات البترول من اجل تعمير المنطقة العربية وازدهار الصناعة والزراعة فيها.
10 – تسمية جميع المدن والقرى والارياف والمناطق باسمائها التاريخية العربية والذي عمد النظام الفاشي البهلوي الى تغييرها.
11 – مشاركة ابناء الشعب العربي ( الأحوازي ) في الجيش وقوات الامن المحلية في الحكومة المركزية وفي اطار الحكم الذاتي واعطائهم الفرصة لتبوئهم المناصب العسكرية الرفيعة التي حرموا منها ومن الوصل اليها سابقا.
12 – اعادة النظر في قانون الاصلاح الزراعي وتقسيم الاراضي على الفلاحين استنادا الى قوانين الجمهورية الاسلامية مع رعاية المقولة التي تقول الارض لمن يزرعها.
نعم بالضبط هذه هي المطاليب التي كانت تطالب الجماهير العربية بتنفيذها من قبل النظام الجديد وتطالب بتحقيقها فورا والتي كما اسلفنا كانت اربعين مطلبا وبعد ذلك تلخصت الى اثنى عشر مادة احتوت على جميع تلك المطاليب التي تم وضعها في مذكرة قُدمت الى المسؤولين الحكوميين ورجال الدين من قبل الوفد الثلاثيني العربي الذي غادر المحمرة متوجها الى طهران وقم بتاريخ 27/4/1979.
هذه المطاليب اضيف اليها مطلب هو ان لا تستقبل الحكومة اي مطلب من اي جهة غير هذه الجهة والتي تعتبر هي الممثل الشرعي والوحيد الذي تم اختياره من قبل شعبنا لانه يوجد هناك من لا يروق له ذلك من الانتهازيين والنفعيين والمتآمرين الذين لا يبحثون سوى عن منافعهم ومصالحهم الشخصية.
طبعا الوفد كان يقصد بذلك بعض رجال الدين الذين كانوا يقفون ضد تطلعات شعبنا وضد نضاله من اجل الحصول على حقوقه المشروعة وأيضا كنوا يحاربون عروبية الشيخ محمد طاهر الخاقاني ووقوفه الى جانب شعبه في مطالبته بحقوقه التي كان يطالب بتحقيقها، لان هذا الوفد كان يعلم علم اليقين بان هؤلاء لن يسكتوا وهم يرون علو كعب الشيخ الخاقاني عليهم من خلال التفاف الجماهير العربية حوله، بل انهم سوف يقومون بمؤامراة وتحركات خبيثة لافشال المشروع العربي هذا باي شكل من الاشكال.