صادر عن التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز
بنفوس يعتصرها الألم، وقلوب يملؤها الحزن، ينعى التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز أحد رموز النضال الوطني، المناضل الصلب طالب المذخور (أبو فراس)، الذي وافته المنية يوم الخميس، الثالث عشر من مارس 2025، في سويسرا، بعد صراع طويل مع المرض، ظلّ خلاله ثابتاً كما عرفناه، متحملاً الألم بصبر المناضلين وإيمان الأحرار.
إن الأحواز اليوم تفقد أحد أبنائها البررة، رجلاً لم يكن النضال عنده شعاراً، بل مسيرة حياة، حمل هموم شعبه في قلبه، وجعل من قضيته بوصلته التي لم يحِد عنها، رغم قسوة الغربة، وألم الفراق، وصعوبات المنفى. لم يكن مجرد اسم في سجل المناضلين، بل كان صوتاً حياً، وعقلاً مفكراً، وهمة لا تعرف السكون، أفنى عمره في خدمة الأحواز وقضيتها العادلة، إيماناً بأن الحرية حقٌ لا يُوهب، بل يُنتزع بصبر المجاهدين وإرادة الأحرار.
ينتمي الفقيد أبو فراس إلى أسرة قدّمت للوطن أعظم التضحيات، فقد كان عمه الشهيد البطل عيسى المذخور، الذي أعدمه الاحتلال الإيراني عام 1964 مع رفيقيه محي الدين آل ناصر ودهراب آل ناصر، في واحدة من أبشع الجرائم التي خطّها تاريخ القمع والاستبداد الإيراني ضد أبناء شعبنا. وبهذه الروح النضالية، نشأ أبو فراس، عارفاً بثقل المسؤولية، مؤمناً أن الطريق إلى الحرية مليء بالتضحيات، لكنه الطريق الوحيد الذي يستحق أن يُسلك.
لم يكن الفقيد مجرد مناضل صامت، بل كان قيادياً بارزاً في المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز (حزم)، سخر حياته للعمل الوطني، متحركاً بين ساحات النضال السياسي والإعلامي، ناشراً الوعي، موحداً الصفوف، ومؤمناً أن العمل الجاد هو السبيل الوحيد لإيصال صوت شعبنا إلى العالم.
إن طالب المذخور (أبو فراس) لم يكن فقط صاحب قضية، بل كان صاحب مبدأ راسخ، إذ كان يرى أن الإنسان الأحوازي يجب أن يكون فوق كل الاعتبارات، وأن الأولوية دائماً هي للكرامة، للحرية، للحق الذي لا يسقط بالتقادم. كان يحمل الخير لأبناء وطنه أينما حلّ، حريصاً على أن يكون العون والسند لكل من احتاجه، ثابتاً على مبدأه بأن المعروف يجب أن يبدأ بالإنسان الأحوازي أولاً.
إننا في التيار الوطني العربي الديمقراطي في الأحواز، إذ نرثي هذا المناضل الصادق، فإننا نعزّي أنفسنا أولاً، ونعزّي أسرته الكريمة، ورفاق دربه، وكل من عرفه وأحبه. ونسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويمنح أهله ومحبيه الصبر والسلوان.
ورغم هذا الفقد الجلل، فإننا نؤكد أن الطريق الذي سار عليه أبو فراس لن ينقطع، وأن الشعلة التي حملها ستظل مضيئة، تُلهم الأجيال القادمة حتى يتحقق حلم الأحواز في الحرية والاستقلال.