تنتهج السلطات الإيرانية أسلوبان أحدهما مباشر والأخر غير مباشر في التعامل مع المعتقلين الأحوازيين في السجون الإيرانية الواقعة منها في الاحواز وخارجها.
فغالبا ما تأتي المضايقات في السجون الإيرانية من موظفي دائرة السجون و الاستخبارات وذلك عبر تدخلات عناصر أمن السجن بشكل مباشر للتفتيش في ممتلكات المعتقلين الخاصة بغية مصادرتها أو العبث بها.
كذلك تعتمد إدارة السجون في إيران أسلوب الضرب والتعذيب النفسي والجسدي الممنهج أو زج السجناء في زنزانات الحبس الانفرادي المجردة من أبسط الإمكانيات الواجب توفرها في الزنازين العادية. هذا فضلا عن تردي الخدمات الطبية التي أسفرت عن مقتل عدد من المعتقلين او اصابتهم بأمراض مزمنة جراء عدم وجود إمكانيات طبية توفر الخدمات اللازمة للمصابين والمرضى من المعتقلين.
أما الأسلوب غير المباشر فهو متمثل في توظيف عناصر أمن النظام الإيراني في السجون، للبلطجية أو المجرمين المتهمين بتهم جنائية مختلفة بغية إيذاء السجناء السياسيين الأحوازيين حيث ينقلونهم الى الأقسام السياسية أو العكس حيث يتم نقل السجناء الأحوازيين الى الأقسام الجنائية التي غالبا ما يوجد بها المجرمين، القتلة، وبائعي المخدرات، والسطو المسلح و الاغتصاب حيث الأماكن المصطخبة بالإجرام الفعلي التي لا يجد بها السجين الاحوازي أي مكان للنوم والراحة.
هذا وغالبا ما تنتشر في هذه الاماكن، الأمراض المزمنة والأوبئة الخطيرة كالسل، الهباتیت، الايدز وغيرها من الأمراض التي تنتقل بسرعة قصوى بين أوساط المعتقلين بسبب عدم وجود بيئة ملائمة لمكافحة هذه الأمراض والأوبئة من قبل الجهات المختصة.
أما عن تجربتي الشخصية أتحدث، فقد سبق وتم نقلي عدة مرات لفترات طويلة الى الأقسام التي يكثر بها المجرمين و القتلة، فضلا عن احتجازي لأشهر طويلة في الزنازين المنفردة في ظل البرد القارس في الشتاء و حر الصيف غير القابل للتحمل حيث تسبب ذلك باصابتي و بعض رفاقي بمرض السل القاتل.
في هذه الزنازين والأقسام الضيقة يعيش أكثر من 200 شخص يتشاركون المساحات الصغيرة والحمامات المعدودة التي تفتقر الى المياه الدافئة في الشتاء القارس.
وهنا تجدر الاشارة، الى أن العنصرية والتبعيض التي تمارسهما السلطات الإيرانية على المواطنين الأحوازيين، ليست ببعيدة عن المعتقلين السياسيين وغير السياسيين فهم ليسوا بمأمن من ممارسة السلطات الإيرانية العنصرية الممنهجة بحقهم حيث انني في طوال فترة وجودي في السجون الإيرانية في الأحواز لم أجد سجيناً سياسياً فارسياً قد تم تعذيبه جسديا، والتعامل يختلف بين السجين الفارسي و العربي. نسبة السجناء العرب كانت اكثر من ٩٠% فيما يشكل المستوطنون أقل من ١٠% من نسبة السجناء في سجن كارون .
جزء من مذكرات الأسير الأحوازي السابق “غازي الحيدري” في سجن كارون